مهرجــان القصيــد (1)
” مَهْرَجَـانَ القَصيـد ” غـَنِّ قَصِيْدِي | بَيْنَ زُهْرِ المُنَـى وحُـلْـوِ النَّشِـيـدِ |
فالمَعَاني انتَـقَـيْـتُها مِـنْ جِـنَـانٍ | والهَـوَى صُغْـتُـه مَـآثِـرَ صيـدِ |
والقَـوَافِي كَأَنهــا عَبَــقُ الـرَّوْ | ضِ وَنـفْحُ الـوُرُودِ بَـيْـنَ الـوُرُودِ |
هَـاهَـنا نَفْحَةٌ مِـنَ الأَمَـلِ الحُـلْـ | ـو وفَيْـضٌ مـن خَـيره الْممـدُودِ |
وَلقَاءٌ يَمُـوْجُ بـالـنُّـورِ يَـجْـلو | مَكـرُمَـات ِ البَيَـانِ دَفْـقَ الجُــودِ |
إِيْـهِ ” لَكْنُو ” فَكَمْ ضَمَمْـتِ نَـديًّـا | مِـنْ شُـيُـوخٍ وَمِـنْ شَبـابٍ نَجيْـدِ |
يَـا حَـنـانَ الهَـوَى وصَفْـوَ ودادٍ | غَـرِّدي مِنْ قَصـِيـدِك المَـعْـهُـودِ |
زَيِّـني دَارَكِ الـغَـنـيَّـةَ بالـشَّـوْ | ق ، بـِمَجْـدٍ ، بِمَلحَمَـات الجُــدُودِ |
كَـمْ دَعَوْتُ القَصِيدَ من دَمْعَة الـذُلِّ | فَـأَلْـوَى إلـى مَـكَـانٍ بَعـيـدِ |
كـمْ تَـلَـفَّـتُّ في دُرُوب هَــوَانٍ | وَحَـوَالَيَّ ألـفُ خَـطْـوٍ شـريـدِ |
وَبـقَـايَـا قَـواَفِـلٍ مَـزَّقَـتْـهـا | عَـضّـةُ الرِّيـح والتـطامُ النُّـجُـودِ |
زَحَمَـتْـهـا عَلَى الـدُّرُوب زَوَايــا | وَرَمَـتْهـا في غَـيْـهَـبٍ وسُـدُودِ |
أَفْلَتَـتْ مِنْ يَـدَيَّ زُهْـرُ القوَافـي | وَنَـأى اللحْـنُ في بـطـونِ البـيْـدِ |
وَالمَعَانـي تَنَاثَـرَتْ في فَـضَـاءٍ | واخْتَفَـتْ خَلْـفَ أُفْـقِـهِ المسْـدُودِ |
كِبْرياءُ القَصِيدِ يَـشْمُـسُ عَـنْ ذُلٍّ | ويَنْـأَى عَـن الهَـوَى والجُحـودِ |
عِـزّةٌ فـِيـه ، إِنَّـهُ أدَبُ الإِسْـــ | ـلاَمِ غَرْسُ الإِيمـانِ ، رَيُّ العُهـودِ |
يَا إِبَاءَ القَصـِيـدِ يَـرْفَـعُـهُ الصّـدْ | قُ فَـيَـرْقَـى إلى مَـطَافِ خُـلُـودِ |
لاَ يَسِـفُّ الهَوَى وَلاَ يَهْبـطُ الحسُّ | وَلاَ يـنـحـني لـعَـضّ قُـيــودِ |
شَـرَفُ القَـوْلِ مِـنْ هُـدَى الحقِ | وسِـحْـرُ البَـيَـانِ بالتَـوْحـيـدِ |
أَدَبٌ يَــرْتَــوي البَـيَـانُ لَـدَيـه | مِنْ حَـديثٍ ، مِـنَ الكـتاب المَجيـدِ |
رَفَّ بـالطَّـيْـبِ عُـودُهُ فَتَمنَّـى | كُـلُّ رَوْضٍ نَــدَاوَةً مِــنْ عُــودِ |
يَنْشُـرُ الجَوْهَـرَ الكَرِيْـم عَلَى الدَّهْـ | ـرِ غَـنِـيّـاً باللـؤلـؤ المنضـودِ |
فـأتى الـشاعـرُ المـدلُّ علـيـه | صـاغـه مـن أسـاورٍ و عـقـودِ |
فَتَمَنَّتْ مُهَـفْـهَـفَـاتُ الـغَـوَاني | حِـلْـيَـةً حَوْلَ مِـعْـصَـمٍ أَوْجِيـدِ |
هُـوَ رَفُّ النَّدَى عَلَى الـوَرَق الـيَـا | بِـسِ يَـهْـتَـزُّ في رَبـيـعٍ جَدِيـدِ |
هُـوَ خَفْـقُ الأوْتَـارِ بـالنَّغَم الحَـا | نيْ عَلَى بَـهْجَـةٍ وَفَـرْحَـةِ عِـيـدِ |
هُوَ زَهْـوُ الصِّـبَـا التَّقـيِّ وَشَـوْقٌ | مَـنْ عَفـافٍ وَزِيْـنَــةٌ في بُـرُودِ |
هُـوَ في الكَوْنِ آيَـةٌ حَـوَّم المَجْـ | ـدُ عَلَيْـهَـا رَوائـِعـاً مِـنْ نـشيْدِ |
يَا حَنَانَ القَصيدِ ، يَا لمْـسَةَ الإِسْــ | ـلاَم سَلْوَى الحَـزين مَـأْوى الطَّريدِ |
يَـا رِحَـابَ الأمَـان يَـمْـسَـحُ ذُلاًّ | عَـنْ جُـفُـونٍ وَدَمْعَـةً عَنْ خُـدُودِ |
يَا حِمىً يَـفْـزَعُ الضَّـعِيـفُ إليْـهِ | فـإذَا فـيـه قُـوَّةٌ مِـنْ أُسُـــودِ |
يـا غَنَاءَ الفَقـِير في مَنْهَج الحـق | وَفي دَرْبِـهِ الأمِـيـن الـرَّشـيـدِ |
يـا لَنُعْمَى الإِنسَـانِ يَحْـمِـلُ مِنْـهُ | مِـشْـعَـلاً شَـقَّ مِـنْ لَـيَـالٍ سُوْدِ |
رَفْـرَفَ الشَّـوْقُ فانْتَقَى أَدَبُ الإِســ | ـلاَمِ مـِنْـهُ قُمْـريَّـةَ التَـغْـريـدِ |
وَهَـبَ الحُـبُّ عِـنْـدَه الآيَـةَ الكُبْـ | ـرى وأَغْنَـى قُـدْسِـيَّـةَ التَرْدِيـد |
فَــهُــوَ الله لاَ إلــه سِـــواهُ | هِـيَ أَعْـلَى هَـوىً وَأَحْـلى نَـشِيدِ |
رَجِّعـي يَـا دُنـا جَـلاَلَ هَـوَانـا | واسْجُـدي وانْعَـمي بهذا السُّجـودِ |
أنـا عَبْـدٌ لله مَـا أَعـظَـمَ الحُـبَّ | ـب وَ أَغْنَاهُ بـاليقيَـن الـشَّـديـد |
يَـا أَهازِيـجُ يَـا نَشيـدَ اللَّـيَـالي | رَجِّعـي اللحْـنَ أَو أعيـدي قَصِيدي |
أنا بالحـبّ نَـشْـوَةٌ في فَـمِ الدّهْـ | ـرِ وَلْحـنٌ مِـنَ الهَـوَى المنْشُـودِ |
يَـا عَطَاءَ الإِسْلاَم يَا نَفْحَـةَ الإِيــ | ـمَان يَـادُرَّةَ الـعَـطَـاءِ الـفَـرِيدِ |
أَدَبٌ شَـعَّ في اللّيـالي مَـعَ الـعَـزْ | م زَكَـا عِطْرُهُ دَمـاً مِـنْ شـهـيدِ |
كَـمْ جَـلاهُ عَلَى المَيـادين فُرْسَــا | نٌ وَغَنَّتْـهُ وَثْـبَـةٌ مِـنْ صِيــدِ |
فانْهَضِي يَا رَوَائـعَ الشِّـعْـرِ هـذي | سَاحَـةٌ زَغْـردي لَـهَـا وَ أَعيـدي |
أَنْـت في ذِرْوَةِ الـبَـيَـانِ عَـطَـاءٌ | زَاخِـــرٌ بالهُـدَى وأَبْـحُـرُ جُـودِ |
يَـا دِيـِارَ الإِسْـلاَمِ جُنَّـتْ رُبَـاهَـا | بَـيْـنْ عَــادٍ مَــرَوِّعٍ وَحَـسُـودِ |
أَطْلقي دُونَـهُ البَـراكِيـنَ ، صُبِّـي | حِـمماً ، زَلْزلي القَوَاعِـدَ ، مِـيْـدي |
وَاعصِفي غَضْبَةَ الأعَاصِير ، وارْمـي | فَـوْقَـهُ مِـنْ قَـنـابـلٍ و حَـديـدِ |
لسْـتُ بِالـشَّـاعِـرِ المـُدِلِّ إذا لَمْ | يَـكُ شِعْـري قَـذَائـِفـاً مِنْ وَقُـودِ |
وَإِذا مَا انْطَوى عَلَى الغِمـد سَـيْـفٌ | أَو خَـلاَ السَّـاحُ مـن هَوَى صِنديدِ |
سَوفَ يَمْـضي عَلَى الطّرِيقِ قَصِيدِي | كالنَّـدَى رَفَّ في رَبِـيـعٍ جَـدِيـد |
يـا أَديبَ الإِسْـلامِ أَيْـنَ السَّـرَايـا | نَـزَعَتْ عـن مَضَـاجِـعٍ وَ مُهُـودِ |
أَيْقَظَتْـهَـا صَـوَاعِـقٌ مـِنْ نِـداءٍ | خـاطِفَاتٌ بَـقـيَّـةً مِـنْ كُـبُـودِ |
دَفَـعَتْـها إلى الـنِّـزَال أَهَـازِيْــ | ـجُ فَمَـاجَـتْ عَلى لهـيب النَّشيدِ |
وَجَـلتْـهَـا عَلَى بِـطَاح ” فِلَسْطْيــ | ـنَ ” دَويّـاً في يَوْمِهَـا المَـشْهُودِ |
وَعَـلَى ” كَـابُـلٍ ” ، وَزَمْـزَمَتِ الأرْ | ضُ لَهِـيْـباً وَ أَرْعَـدَتْ بـالجُـنُودِ |
أَدَبُ الـتَّـائِـهـينَ لَـيْـلٌ و َخَـمْرٌ | بَيْـنَ كَـأَسٍ مُـحـطَّـمٍ أَوْ غـيـدِ |
حِينَ يَغْفُـو القَصِيـدُ في خَدَرِ السُّكْـ | ـرِ لـخَـصْـرٍ مُهَفْهَـفٍ وَنُـهُـودِ |
أَدَبٌ ذَلَّ في الـفُـجُـورُ و نَـامَـتْ | بَيْـنَ أحْضَـانِـهِ جُـفُـونُ العَبيـدِ |
يَـتَـوَارَوْنَ خَلْـفَ سِـحْـرِ شِعَـارٍ | كــاذبٍ أَوْ زَخَــارِفٍ ووُعُــودِ |
سَـمِّ مَـا شِـئْـت مِـنْ مِـثالٍ فَهَذا | أَدَبُ الـضَّـائـع الـشَـقيِّ الجَـحُودِ |
سَـوفَ يَفـنَى مَـعَ الـزّمَان وَيَبْقَى | أَدَبُ الحـقِّ شُعْـلَـةً في الـوُجُـودِ |