صِـدْقُ الوَفَـاءِ
مـا كان لِله مِنْ وُدٍّ ومِـنْ صِلَـةٍ | يَظلُّ في زَحْمَةِ الأَيَّـامِ مَوْصُـولا |
يظلُّ ريّانَ مِنْ صِدقِ الوَفـاءِ بِـه | يُغْني الحياةَ هُدىً قد كان مأمـولا |
كأنّـه الزّهَـرُ الفـوَّاحُ روضتُـه | هذي الحَياةُ يَمُـدُّ العُمْـر تجميـلا |
ما أَجْملَ العُمـرَ في بِرّ الوفاءِ وما | أَحْلـى أَمانيـه تقديـراً وتفعيـلا |
وما يكـون لِغَيْـر الله لا عَجَـبٌ | إِذا تَـغَـيَّـرَ تقطيعـاً وتبْـديـلا |
لا يُفسِد الودّ مِثْلُ الظـنِّ يَفْتَحُ مِنْ | شَـرٍّ ولا يَرْتضي للخَيْـر تَعْليـلا |
يَظَلُّ يُغلِقُ أَبوابَ الرضـا غضبـاً | جَهْـلاً وينشُـر إِفساداً وتَضْليـلا |
تُبْنَى المودَّةُ مِنْ جُهْدِ السّنينَ رضاً | ويَهْـدِمُ الظـنُّ ما نَبْنِيه تَعْجِيـلا |
وتُشْرِقُ النَّفسُ من نُور الهُدى أَملاً | حقّاً ويمْلؤُهُا ظـنُّ الهـوى قَيـلا |
يَظلُّ بالظنِّ صَدْرُ المرءِ مُضطربـاً | ” بالقيل والقال ” تَحْويراً و تأوِيـلا |
يَجْلو التَّبَيُّنُ ما في الصَّدرِ من رِيَبٍ | ويحفـظُ الـودَّ مَجْلوّاً ومـأمـولا |
يَبْني التُّقى النُّصحَ بين الناس نَهْجَ وَفَا | ويَحْسب الظنُّ نهجَ النصح تجهيلا |
يظَلُّ بِالنُّصْحِ حَبْلُ الـوُدِّ مُتَّصِـلاً | بِـراً وصَفْواً وإحسانـاً وتنْوِيـلا |
كمْ مَزّق الظنُّ مَنْ قَدْ كَانَ يجمعهم | صدقُ الهُدى ووفـاءً كان مبـذولاً |
حَالتْ بِهِمْ صُورُ الأيّـام واخْتلفَـتْ | بِهِـمْ ليـالٍ وعاد الحبْل مَبْتُـولا |
وكيـف يَصْـدقُ ظَنٌ دُونَ بَيِّنَـةٍ | تردُّ من شُبْهـةٍ ،تَنْفي الأقَـاويـلا |
هذا هـو الدِّيـن والإِيمـانُ بَيَّنَـهُ | لنـا الكتـابُ بياناً ليس مجهـولاً |
فأيْنَ ، ويْحيَ ، أنْداءُ الظِّلال وقَـدْ | سَرَى النَّسيمُ بها بُشرى وتهْليـلا |
تُلقي النَّميمـةُ أَلـوانَ الفسادِ وقـد | تُخْفي الحقيقةَ تزويـراً وتهويـلاً |
تُزَيِّنَ الشرَّ بين الناسِ ! تَقْطَعُ مـن | وشائـجٍ ! تَقْتُـل الإنسانَ تقتيـلاَ |
مـا بين غِيْبـةِ مُغْتـابٍ وفِرْيَتِـهِ | تفـرّقَ الناسُ تشتيتـاً وتضليـلا |
تمزَّقـت رِحـمٌ مَوْصُـولـةٌ بِهِـمِ | فَبَـاتَ لحْمُهُـمُ مَيْتـاً ومـأكـولا |
نُعْمى مِن الله !حُسْنُ الظنّ بابُ تُقىً | يُدني الحقيقْـة أو يَنْفي الأباطيـلا |
وإِنَّه الصِّـدقُ يَجْلـو كُلَّ خَافيـةٍ | ويُنْزِلُ الحقَّ في الأَحْنـاءِ تَنْزيـلا |
صدقٌ ونُصْحٌ وصَفْوٌ في النفوس بَدَا | عَزْمـاً يَظَـلُّ مَعَ الإيمانِ مَبْـذولا |
لا يَربْطُ النَّاسَ في الإسلام غَيْر عُرى | عَهْـدٍ توثَّـقَ تكريمـاً وتفضيـلا |
عَهْدٍ مع الله شَدَّتهُ النّفـوسُ تُقىً | جيلاً يَمُدُّ على حَبْل الوفـا جيـلا |