دعاء وابتهال
إلهـي ! وفي جَنْبيّ خَفْقَـةُ وامِقٍ | وإنِّـيَ أوَّابٌ إِليـكَ و خَـائِـفُ |
وَفي الدَّار أَهْـوالٌ تَمـورُ و فِتْنـةٌ | تَـدُورُ ودَمْـعٌ بين ذلـكَ نــازِفُ |
ودَفْقُ دمـاءٍ والضَّحَايـا تَنَاثَـرَتْ | زَلازِلُ جُنّـتْ حَـوْلَنَـا وَرَواجِـفُ |
تَصَـدَّعَ بُنَيـانٌ فـأهْـوَى وهـذِه | أَعَاصِيـرُ مازَالَـت به وعَواصِـفُ |
تهافَتَـتِ الدُّنْيـا عَلَينَـا فَأَقْبَلِـتْ | حُشودٌ تَوَالتْ في الدّيـار زَوَاحِـفُ |
كأنَّهُـمُ مَالَـوا إلى قَصْعَـةٍ لَهْـمُ | فَضجّتْ لها أحشادُهـم والطوائـفُ |
وحُوشٌ عَلَى أنْيَابِها المَوْتُ مُقْبِـلٌ | وكُـلُّ فُـؤادٍ دُونَ ذلـك وَاجـفُ |
كَأَنّ الرّدَى بَيْن المخالِـبِ رَابـضٌ | فإن وثَبَتْ فالمَوتُ ماضٍ وخاطـفُ |
* * * |
|
إلهي ! وهذي أُمَّتي مَزَّق الهَـوى | قُـوَاها وغَشّاهَـا هِـوىً وزخارفُ |
يقود خُطاهـا في الدَّياجيـر تائـهٌ | ويَدْفَعُها بَين الأعاصيـر واكـفُ |
فُهُنَّـا وداستْنَا زُحُـوفٌ ومُرِّغِـتْ | جِباهٌ وأهوى في الوُحول غُطارفُ |
ومـالوا على أَعرَاضِنا فاستباحها | لِئامٌ فَلـمْ يلقَـوا كُمـاةً تُخَـالـفُ |
فكم مِنْ فَتَاةٍ مَزَّقَ القَهْـرُ سِتْرَهـا | وروَّعهـا في النائِبات الكواشِفُ |
هُناكَ على ” البُوسْنا ” دَواهٍ وفتنـةٌ | وفي أَرْض ” كشميرٍ ” لظىً و قذائِفُ |
وهذي فِلسْطِينُ المُدَمّاةُ وَيْـلَـنـا | يَغِيبُ تَلِيـدُ المجْـدِ مِنْها وطـارفُ |
تَغيبُ وراءَ الأفـق مِنْها مَعَـالِـمٌ | نَـديُّ ظِـلالٍ مِنْ رُبـاهـا ووارفُ |
تطير قُلوبُ المؤمنـين لِسَـاحِهـا | فَتنْهـضُ لِلّقيـا رُبـى ومشـارفُ |
وللمَسجدِ الأَقْصَى حَنيـنٌ ولهفـةٌ | تجيشُ بهَـا أشْواقُنَـا والعَواطِـفُ |
وفي كُلِّ أرْضٍ فِتْنَـةٌ بعـد فِتْنَـةٍ | ويَومٌ عَبُوسُ الشَرِّ والهَوْل كَاسِفُ |
وَقَـدْ كُشِفَـتْ عَوْراتُنا وتَقَطّعَـتْ | عُـرَانا وهانَتْ سَاحَـةٌ ومَوَاقِـفُ |
تَمُّر بِنَـا الأحْـداثُ حَتَّى كَـأَنَّهـا | أَحَاديثُ لَهْـوٍ تَنْطَـوي وَسَوالِـفُ |
إِلهي ! فَمَنْ لِلْمُسْلِمينَ وَقَدْ غَفَـوْا | وما أَيَقظَتْهُـمْ آيـةٌ وَمَصَـاحِـفُ |
إِلهي ! أَعِنَّا واسْكُـب النُّـور بَيْننا | بأَفْئـدَةٍ ضَاقَـت عَلَيْها المَصَـارفُ |
وأَلِّـفْ قُلوباً فَرَّق الحِقْـدُ بَينهـا | وقَـدْ يَجْمعُ الأضْدَادَ يـوماً تآلـفُ |
وَهَبْنَـا يَقِينـاً في القُلـوبِ لَعَلَّنَـا | نَهُـبُّ إلى سَاحَـاتنـا ونُشـارِفُ |
وأَنْزل عَلَيْنا رَحْمـةً تغسـل الذي | نَـهُـمُّ بـه من مـأثَـمٍ ونُقَـارفُ |
ونَنْـزعُ عَنْ آثامِنـا ، عَلَّ تَوْبـةً | يُفيـقُ بِهَا لاَهٍ عن الأمْـرِ عـازِفُ |
فَتدْفُقُ في المَيْـدَان مِنّـا جَحافِـلٌ | يَمُوجُ بِهَا شَاكي السّلاحِ وعاطِـفُ |
ونَحْمِـلُ للدّنيـا رسَالـةَ ربِّنـا | نُخاصِـمُ في هَدْيٍ لهـا ونُعَاطِـفُ |
ونَمْضي بِهَا صَفّـاً كَـأَنَّ جُنـودَه | قـواعدُ بُنيـانٍ ، فَـداعٍ وزَاحـفُ |
فَتنزلُ نَصْـراً يا إلهـي ورَحْمـةً | إِذا صَحَّ عَزْمٌ في الميادين عاكِـفُ |
* * * |
|
الجمعة 23/11/1413هـ |