رسالة إلى فلسطين
اصرخي .. ربما أفاد النواح | في زمان يسود فيه الصياح |
في زمان تسود فيه المآسي | فشعار الوفاء فيه السلاح |
في زمان تدار يه كؤوس | من دماء بريشة وتباح |
اصرخي .. ربما تيقظ غافِ | وتخلى عن بغيهِ السفاح |
اصرخي .. فالدموع تغسل قلباً | عصرته الآلام والأتراح |
اصرخي .. فالذي يصونك ولي | وحمى القوم للعدا مستباح |
*** | *** |
واقطفي وردة لينبت رمح | إنما تهزم العدو الرماح |
قدسنا والقيود تدمي يديه | والمنى تحت رجله تنداح |
ليله السرمدي لا يتواني | عن ظلام يتيه فيه الصباح |
أين يغدو؟ لقد دعا فتلاشى | صوت الحر حين ضج النباح |
آهِ من عصرنا … ينادي ضعيف | فيجيب الصدى ويهوي الجناح |
وينادي القوي حين ينادي | فتلبي نداءه الأشباح |
كانت القدس وردة لمحب | يأسر القلب عطرها الفواح |
*** | *** |
فغدت مجمرا تشب به النا | رُ، وتُشوى في جمره الأرواح |
أين أهلوك يا فلسطين؟ قالت: | بعضهم أجهزت عليه الرماح |
وبقايا منهم .. يُسامون ظلما | وكثير منهم على الأرض ساحوا |
أين أهلي؟ يا جوره من سؤال | تغتلي في حروفه الأتراح |
أين أهلي؟ .. يطرزون الأماني | والأماني عن دربهم تتزاح |
أين أهلي؟ .. مشردون وبأبي | مقفل والتئامهم مفتاح |
أمتي أصبحت تجر خطاها | وبأحلامها تطير الرياح |
*** | *** |
جبنت أنفس ونامت عيون | فجراح تغدو .. وتأتي جراح |
آه من وجه حرة يتلوى | أنا . والوجوه عنه تشاح |
آه من ليل أمة يتمادى | وعلى كفها غفا المصباح |
أمتي روضة فأين جناحها؟ | ولماذا تقاعس الفلاح؟ |
جرحها اليوم نازف فلماذا | لا يداوي نزيفه الجراح؟ |
أظلم الليل حولها وتساوى | في حماها الهجاء والمداح |
بلبل، كلما ابتغى طيرانا | حطمت نفسه وقص الجناح |
*** | *** |
بلبل يشرب الضياء بصمت | لم يعد ينتمي إليه الصداح |
وسؤال يزيده رحساسا | بالمآسي .. متى يفك السراح؟ |
ومتى تنفض المآسي يديها | من حمانا وتستضيء البطاح؟ |
أي شرعية لحكم عدو؟ | إنما دولة العدو سِفاح |
لو جمعنا صفوفنا ما غدونا | كالمواشي يغدى بنا ويراح |
****** | ****** |