خيمة الظلماء
نَصَبَ الليل خيمة الظلماءِ | وأبان الصقيعُ جور الشتاءِ |
والرياح الهوجاء تُنشِد لحناً | ملحمياً يزف عرش الفناء |
وصغير يُخبئ الليل منه | تحت إبطيه باقي الأشلاءِ |
وبيوت تبرّأ الأمن منها | وكساها الإرهاب ثوب الشقاءِ |
رب طفل يموت فيها يجوع | وعلى بابه صنوف الغذاءِ |
لا مجيب يا صوت ليلى وسعدى | مات من يستجيب للضغفاءِ |
افرحوا يا يهود، نحن كفينا | جيشكم قتل أهلنا الأبرياءِ |
أفرحوا يا يهود، نحن سفكنا | من بني قومنا أعز الدماءِ |
لم يزل في الحضيض منا رجال | جرفتهم مبادئ الغوغاءِ |
أفرحوا يا يهود، نحن شربنا | بدلاً عنكمو دموع النساءِ |
أفرحوا يا يهود نحن وضعنا | في يديكم مواطن الإسراءِ |
**** | **** |
وفتحنا لكم بساتين يافا | ورفعنا لكم يد الإغضاءِ |
افرحوا يا يهود، نحن نصبنا | لذوين مشانق الدخلاءِ |
نحن قلنا : ابقروا بطون الحبالي | واستبيحوا محارم النبلاءِ |
وسكننا وللرصاص ضجيج | وغفونا على رنين البكاءِ |
والدعايات ألبست كل ذل | في حمانا ملابس الكبرياءِ |
**** | **** |
صورت كل عثرة عثرتها | أمتي قفزة إلى العلياءِ |
صورت كل ظالم مستبد | سيداً عادلاً نقي الرداءِ |
يابني أمتي، جراح اليتامى | قتلت في فمي نشيد الصفاءِ |
ورمتني من الأسى في محيط | فأمامي موج، وموج ورائي |
لو جمعنا قصائد الحزن فينا | ومزجنا بها عيون الرثاء |
واستعدنا متمماً حين يبكي | وروينا قصائد “الخنساء” |
ماشفينا قلوبنا في زمان | بيع فيه الأطفال بيع الإماءِ |
رب عوناً على مصائب قومي | فإليك اللجوء في الباساءِ |
**** | **** |
لا تلوموا قصائدي حين تبكي | فهي مقطوعة من الأحشاء |
يابني أمتي، بكاء حروفي | “لو فطنتم إيه” أسمى بكاءِ |
لو جمعنا قصائد الحزن فينا | ومزجنا بها عيون الرثاء |
**** | **** |
واستعدنا متمماً حين يبكي | وروينا قصائد “الخنساء” |
ماشفينا قلوبنا في زمان | بيع فيه الأطفال بيع الإماءِ |
رب عوناً على مصائب قومي | فإليك اللجوء في الباساءِ |
**** | **** |