جولة مع جواد الشعر
تطاول القوم حتى قال أكثرهم | شعراً تضائل في ميزانه الخلق |
يعشش اليأس في أهداب ما كتبوا | وهي متاهاته الآمال تنسحق |
يا راحلاً في دروب الشعر ما سكرت | باللهو أحرفه أو نالها شبق |
كتائب الأحرف البيضاء قادمة | يزفها قلم يزهو بها ورق |
هذي قوافيك لا درب يوصلنا | إلى مداها ولا جسر ولا نفق |
مراكب الصمت نامت وهي واقفة | والراكبون عليها قلما انفقوا |
أما ترى بعض قومي كلما نعقت | غربان أعدائهم في إثرها نعقوا |
ساروا وفي دربهم وحل فإن وقفوا | غاصوا، وإن حركوا أقدامهم زلقوا |
أبناء جلدتنا، لكنهم هجروا | وأهل ملتنا، لكنهم مرقوا |
*** | *** |
ياعازف الحرفِ هذا الفجر يرمقنا | وقد تضاءل في وجدانه القلق |
ما زالتُ أسأل نفسي وهي صادقة | والفجر من سلطات الليل ينعتقُ |
لمن أكحل عين الشعر في زمن | فرسانه لعبوا بالنار واحترقوا |
لمن نرقِّص أوزان الخيل وما | في قومنا فارس إلا به رهق |
*** | *** |
مُتْ يا سؤالي، فكل الراكضين إلى | أوهمامهم ذهبوا والثابتون بقوا |
يا عارف الحرفِ ما كل الشدادة شدوا | ولا جميع القوافي ريحها عَبِقُ |
جواد شعرك ما زالت حوافره | تشدو، وما زال في الميدان ينطلقُ |
إن خيرت عن فناء الليل شمس ضحى | فسوف يخبرنا عن موتها الشَّفق |
أمنت أن كتاب الله منقذنا | من الضياع إذا تاهت بنا الطرق |
مراكب الصمت نامت وهي واقفة | والراكبون عليها قلما انفقوا |
*** | *** |
يستأسدون عليها وهي واقفة | ولو مشت لا نثنوا بالرعب وافترقوا |
*** | *** |
أما ترى بعض قومي كلما نعقت | غربان أعدائهم في إثرها نعقوا |
وكلما هتف في الغرب هاتفة | طاروا إليها وعن أشواقها نطقوا |
كم ملحد نعق الألفاظ فاحترفوا | تمجيده، وعلى آثاره انطلقوا |
كم شاعر جعل الإلحاد منهجه | تواثبوا نحوه بالشوق واعتنقوا |
وكم صبوح على جهل به اصطبحوا | وكم غبوقٍ عل جهلٍ به اغتبقوا |
ساروا وفي دربهم وحل فإن وقفوا | غاصوا، وإن حركوا أقدامهم زلقوا |
أبناء جلدتنا، لكنهم هجروا | وأهل ملتنا، لكنهم مرقوا |
**** | **** |
ياعازف الحرفِ هذا الفجر يرمقنا | وقد تضاءل في وجدانه القلق |
ما زالتُ أسأل نفسي وهي صادقة | والفجر من سلطات الليل ينعتقُ |
لمن أكحل عين الشعر في زمن | فرسانه لعبوا بالنار واحترقوا |
لمن نرقِّص أوزان الخيل وما | في قومنا فارس إلا به رهق |
لمن تصفف أشعاري ضفائرها | والسامعون بماء اللهو قد شرقوا |
لمن أغرد والأحداث تكشف لي | عن ساقها وسرايا أمتي مِزَقُ |
لمن أبث شجوني والأحبة ما | أصغوا وإن بذلوا لي النصح ما صدقوا |
*** | *** |
وكيف أركب في بحر الرؤى سفناً | جرت، وما عُدتُ في رباَّنها أثق |
ما بال غرَّةِ هذا اليوم باهتة | كأنما هي في وجه الضُحى بَهَقُ |
مُتْ يا سؤالي، فكل الراكضين إلى | أوهمامهم ذهبوا والثابتون بقوا |
يا عارف الحرفِ ما كل الشدادة شدوا | ولا جميع القوافي ريحها عَبِقُ |
جواد شعرك ما زالت حوافره | تشدو، وما زال في الميدان ينطلقُ |
إن خيرت عن فناء الليل شمس ضحى | فسوف يخبرنا عن موتها الشَّفق |
أمنت أن كتاب الله منقذنا | من الضياع إذا تاهت بنا الطرق |
**** | **** |