نقش على حائط الجراح
ما جئت أسأل عنكِ التين والعنبا | ولا أجادل فيكِ الترك والعربا |
ما جئت أسأل عنك الليل ممتشقا | سواده، تحتوي ظلماؤه الشهبا |
ما جئت أسال عنكِ ملتوياً | ولا الحواجز والأشواك والحجبا |
ولا الطوواغيت كم باغوا ضمائرهم | جهراً، وباعوا الإباء الحر والنسبا |
ما جئت أسأل عنكِ النائمين على | أوهامهم، والذين استرخصوا الذهبا |
ما جئت أسال عنك السيف كيله | في غمده، فارس يستمرئ اللعبا |
ما جئت أسال عنكِ الصمت غلفنا | فلم نُطِقْ بعده أن نبلغ الأربا |
وجئت أسأل أيتاماً حناجرهم | بحثت وما وجدت أماً لهم وأبا |
تلفتوا ، ورياح الظلم عاصفة | والهاربون استلذوا الخوف والهربا |
وانصتوا فإذا الغربان تنشدهم | نعيقها، والمآسي تقتل الطربا |
وأبصروا فإذا أبناء جلدتهم | يرقصون القوافي الحمر والخطبا |
ويرفعون شعارات مضللة | تسيل خبثاً، ويندى عودها كذبا |
*** | *** |
قد جئت أسأل أطفالاً ، ضمائرهم | تأبى الخداع وتأبى الياس والعطيا |
وأيقنوا بجلال الله، فانطلقوا | لا يبتغون إلى غير الهدى سببا |
خاضوا معاركهم ، والهاربون على | أرائك الصمت، يستفتون من ذهبا |
*** | *** |
هذي انتفاضتهم شبت مواقدها | فكيف نمنع عنها الزيت والحطبا |
وكيف نغلق أبواباً لو انفتحت | لسيروا في سماء المعتدي سحبا |
لم تلق نخلتهم كفا تؤبرها | فكيف نطلب منها التمر والرطبا |
ما جئت أسأل إلا الصاعدين إلى | عليائهم، وسواهم يعبد اللقبا |
هذا قتيلي، فمن ياقوم يدفنه | ومن يلبي لنا من قومنا طلبا؟ |
*** | *** |
عفواً، إذا جئتمونا، سوف نسكنكم | خيامنا ، وأعذرونا بيتنا خربا |
يا أمة العرب أفناكم تسابقكم | إلى الخلاف، فمن ذا أحرز القضبا؟ |
يمزق الطفل تمزيقاً وما ذرفت | عين السياسة، أو أبدت له غضبا |
فإن أبيتم فسيروا في مواكبكم | وفتشوا صحف الأعداء والكتبا |
يا قومنا أقبلوا حتى نعلمكم | أنا امتشقنا الحصى للحرب والخشبا |
عفواً، إذا جئتمونا، سوف نسكنكم | خيامنا ، وأعذرونا بيتنا خربا |
وسوف نحرسكم من كل قنبلة | ترمى عليكم، ونمحو عنكم التعبا |
*** | *** |
يمزق الطفل تمزيقاً وما ذرفت | عين السياسة، أو أبدت له غضبا |
فإن أبيتم فسيروا في مواكبكم | وفتشوا صحف الأعداء والكتبا |
يا قومنا أقبلوا حتى نعلمكم | أنا امتشقنا الحصى للحرب والخشبا |
عفواً، إذا جئتمونا، سوف نسكنكم | خيامنا ، وأعذرونا بيتنا خربا |
وأن أبيتم فناموا في مخادعكم | حتى يحولها أعداؤكم عُلَبَنا |
وسوف نحرسكم من كل قنبلة | ترمى عليكم، ونمحو عنكم التعبا |
يا أمة العرب أفناكم تسابقكم | إلى الخلاف، فمن ذا أحرز القضبا؟ |
يمزق الطفل تمزيقاً وما ذرفت | عين السياسة، أو أبدت له غضبا |
هاتوا سلاحاً إذا لم تقدموا، ودعوا | لنا قتال العِداء والطعن والنصبا |
فإن أبيتم فسيروا في مواكبكم | وفتشوا صحف الأعداء والكتبا |
وأن أبيتم فناموا في مخادعكم | حتى يحولها أعداؤكم عُلَبَنا |