وخرساء لم ينطق بحرف لسانها
وخرساء لم ينطق بحرف لسانها | سوى صوت عِرق نابض بحشاها |
حكت لهجة َ التمام لفظاً ولم تكن | لِتفصحَ إلا بالزمان لغاها |
لها ضربان في الحشاقد حكت به | فؤاداً تغشاه الهوى وحكاها |
جرت حركات الدهر في ضربانها | وبانت مواقيت الورى بعماها |
على وجهها خُطت علائم تهتدي | بها الناس في أوقاتها لمناها |
مشت بين آناتِ الزمان تقيسه | وما هو إلا مشيها وخُطاها |
بها يتقاضى الناس ما يُوعدُونه | ويرشد ضُلال الزمان هُداها |
غدت كأخي الإيمان تأكل في معي | وما أكلها إلا التواء مِعاها |
تدور عليها عقرب دَورَ حائر | بتيهاء غُمّت في الظلام صواها |
تُريك مكان الشمس في دورانها | إذا حجبت عنك الغيوم ضياها |
فأعجب بها مصحوبة جاء صنعها | نتيجة أفكار الورى وحِجاها |
بنتها النهي في الغابرين بسيطة | فتم على مر الزمان بِناها |
تنادي بني الأيام في نقراتها | أن اسعوا بجِدّ بالغين مداها |
ولا تهملوا الأوقات فهي بواتر | تقطع أوصالَ الحياة شباها |