قضت المطامع أن نطيل جدالا
قضت المطامع أن نطيل جدالا | وأبَيْنَ إلا باطلا ومِحالا |
في كل يوم للمطامع ثورة | باسم السياسة تستجيش قتالا |
ماض من سلسوا البلاد لوانهم | كانوا على طلب الوفاق عيالا |
أمِنَ السياسة أن يقتل بعضنا | بعضا ليدرك غيرنا الآمالا |
لادر در اولي السياسة انهم | قتلوا الرجال ويتموا الاطفالا |
غرسوا المطامع واغتدروا يسقونها | بدم هريق على الثرى سيالا |
تثروا الدماء على البطاح شقائقا | وتوهموها الروضة المحلالا |
واعلم بأني لا أخاف مَنيَّتي | سبقت ولاترة ولا اذحالا |
قالوا كرهت الحرب قلت لأنها | دارت لتغصب الحقوق الالا |
وأجلت فكري في الحروب فلم أجد | إن الهوائفَ لا تزال بمسْمع |
طاشت منافعها الصغار عن الورى | ورست مآثمها الكبار جبالا |
ما اجشع الحرب الضروس فانها | تحسو النفوس وتأكل الاموالا |
كم سح من رهج الحروب على الربى | وبل الدماء فزادها امحالا |
لولا الحروب ومحرقات صواعق | منها لابقلت الربي ابقالا |
قبحت بنا الأرض الفضاء وما حوت | في غير ما زمن الفطحل جمالا |
أبني السياسة ان سلكتم بالورى | طرق الرشاد فعلموا الجهالا |
ان جرت حرب الكمال لامة | إن الحياة كثيرة أعمالها |
ان الحيلة كثيرة اعمالها | فدعوا الانام وحاربوا الاعمالا |
وتقحموا حرب الحياة فانها |
|
واستلئموا زرد الوفاق واشرعوا | فيها تعاونكم قناً ونصالا |
وأقْنوا لكم بيض المساعي شُزَّبا | تجري رعالا المُنى فرعالا |
واعلُوا على صَهواتهنَّ رواكضا | للمَكرمات تُسابق الآجالا |
ودُعوا صيالا في المَلاحم إن في | هذي الحياة مَلاحما وصيالا |
او كلما طمع القوي شراهة | اكل الضعيف تحيفا واغتالا |
لا غرو أن يلَد الزمان بمرِّه | كأبي دُلامة من بنيه رجالا |
اذراح يقتل بالعواطف قرنه | قتلا ادام حياته واطالا |
اذ جهز”المنصور” جيشا قاده | “روح” يريد من “الشراة ” قتالا |
فمضى وفيه أبو دُلامة مُكرَها | للحرب أخرج كي يُصيب نكالا |
حتى إذا التقت الجيوش وعُبِّئت | صفا فصفا يمنة وشمالا |
برزَ الكميِّ من الشُّراة مُجرِّداً | للسيف يطلب من يطيق نزالا |
فأجال روْحٌ في الجنود لحاظه | والقوم ينتظرون منه مَقالا |
فدعا اليه ابا دلامة قائلا | يا ليثُ دونَك ذلك الرِّئْبالا |
فجرى اليه ابا دلامة هازلا | ثم استقال فلم يكن ليقالا |
فشكا لروح جوعه فازاده | بدجاجتين وحثه استعجالا |
فانصاع من عجل وسمط زاده | ومضى يُخبّ لقرْنه مختالا |
فأتى وقد شهر الكميُّ بوجهه | سيفا يروع غراره الاغوالا |
فدنا اليه ابو دلامة قائلا | مَهْلا فأغمد سيفَك القصالا |
اني اتيت وما اتيت مقاتلا | من لَسْت أطلب عندهَ أذحالا |
فاسمع مقالة من أتاك ولم يكنْ | فيما يقول مخادعا محتالا |
واعلم اني لا اخاف منيتي | جُبنا ولا أتهيَّب الأبطالا |
لكن ارى سفك الدماء محرما | وأعيذ رأيكَ أن تراه حلالا |
أمن المروءة أن نريق دماءَنا | سَفها لمطمع طامع وضلالا |
هل كنتَ من قيل اللقاء رأيتني | يوما وهل مني لقيتَ نكالا |
أمْ هل طرقتُ خيام قومك جانيا | أم هل خَرْبتُ بحيِّهم آبالا |
ماذا جرى بيني وبينك قبل ذا | مما يجر خصومة وجدالا |
حتى شَهرتَ عليَّ سيفك تبتغي | ضَربا يُقطِّع مِني الأوصالا |
فاربأ نفسك ان تكون من الاولى | زحفوا جنونا للوغى وخَبالا |
فرأى الكمي مقالة متعاليا | حقاً وكل حقيقة تتعالى |
سيفا أجادته القيون صِقالا | |
ولوى العنان من المطهم قائلا | رح بالامان فلا لقيت وبالا |
فمشى اليه ابو دلامة مخرجا | زادا تعلق بالسموط مشالا |
ودعاه يا بن أولي المكارم راشدا | اكرم اخاك بة قفة امهالا |
إني لأرجو أن تكون مؤاكلي | في ذا الشواء الا تحب إكالا |
فتدانيا متخالفين واقبلا |
|
حتى إذا أكلا شواءً أدبرا | بعد الوداع ووليا الاكفالا |
رجعا فسار أبو دلامة طافرا | والمهر يُجفل تحته إجفالا |
حتى اذا وافى الامير وقام عن | كَثب ترجَّل دونه إجلالا |
وغدا يقول وكان روح ضاحكا | إني كفيتُك قِرْنيّ الرِّئبالا |
وقتلته بالقول لا بمهنّدي | والحربُ أحرى أن تكون مَقالا |
وأخذتُ في الهيجا عليه مواثِقا | ألا يعود يُنازلُ الأبطالا |
مِنِّي تقول إذا شكوت الحالا | |
لا تَيأسَن فللزمان تنفسُّ | فارقبه ان يتبدل الابدالا |
والدهر طاهِ سوف يُنضج أهله | بالحادثاتِ يزيدها إشعالا |
ان الدهور وهن امهر سابك | سترد أضداد الوَرَى أشكالا |
حتى كأني بالطباع تبدلت | غير الطباع وزلزلت زلزالا |
وكأنني بيني الملاحم أصبحوا | لابي دلامة كلهم امثالا |