يا عدل طال الانتظار فعجلِ
يا عدل طال الانتظار فعجلِ | يا عدل ضاق الصبر عنك فاقبل |
يا عدل ليس على سواك معوَّل | هلا عطفت عن الصريخ المعْول |
كيف القرار على امور حكومة | حادث بهنَّ عن الصريخ المعول |
في الملك تفعل من فظائع جورها | ما لم تقل، وتقول ما لم تفعل |
ملأت قراطيس تباع وتشترى | فغدت تفَوَّض للغنيِّ الأجهل |
تُعطى مؤجلة ً لمن يبتاعها | ومتى انقضى الأجل المسمى يُعزَل |
فيروح يشري ثانياًوبما ارتشى | قد عاد من اهل الثراء الاجزل |
فيظَلَّ في دار الخلافة راشيا | حتى يعود بمنصب كالاول |
سوق تباع بها المراتب سميت | دار الخلافة عند من لم يعقل |
أبت السياسة أن تدوم حكومة | خصت برأي مقدّسِ لم يسأل |
مثل الحكومة تستبدُّ بحكمها | مثَل البناء على نقا متهيِّل |
يا أمة ً رقدت فطال رُقادها | هبي وفي امر الملوك تأملي |
أيكون ظل الله تارك حكمه الـ | ـمنصوص في آي الكتاب المنزل |
أم هل يكون خليفة لرسوله | من حاد عن هَدي النبي المرسل |
كم جاء من ملك دهاك بجوره | ولواك عن قصد السبيل الأفضل |
يقضي هواه بما يسومك في الورى | خسفا وينقم منك ان لم تقبلي |
ويروم صبرك وهو يسقيك الردى | ويريد شكرك وهو لم يتفضَّل |
وقد استكنْت له وأنت مُهانة | حتى صَبِرت لفتكه المستأصل |
بات السعيد وبت فيه شقية | تستخدمين لغية المسترسل |
تلك الحماقة لا حماقة مثلها |
|
حمقاً هو من صحيح تعقل | |
ان الحكومة وهي جمهورية | كشفت عماية قلب كل مضلل |
سارت الى أوج العباد بسيرة | أبدت لهم حُمق الزمان الأول |
فسموا الى أوج العلآء ونحن لم | نبرحْ نسوجُ إلى الحضيض الأسفل |
حتى استقلوا كالكواكب فوقنا | تجلو الظلام بنورها المتهلل |
وَعَلوا بحيث إذا شخصنا نحوهم | من تحتهم ضحكوا علينا من عِل |
لبسوا ثياب فخارهم موشية ً | بالعز وهي من الطراز الأكمل |
نالوا وصال منى النفوس وانها | حرية العيش الرغيد المُخضل |
حتى أقيم مجسماً تمثالها | بين الشعوب على بناء هيكل |
تمثال ناعمة الشمائل وجهها | تزداد نوراً منه عينُ المجتلى |
أفبعد هذا يا سراة مواطني | نرضى ونقنع بالمعاش الأرذل |
الغوث من هذا الجمود فإنه | تالله أهونُ منه صُمَّ الجندل |
قد أبحرت شمُّ الجبال وأجبلت | لجج البحار ونحن لم نتبدل |
ما ضركم لو تسمعون لناصحٍ | لم يأت من نسج الكلام بهلهل |
حتّام نبقي لُعبة لحكومة | دامت تجرّعنا نقيع الحنظل |
تنحوا بنا طرق البوار تحيُّفا | وتسومنا سوءَ العذاب الأهول |
هذا ونحن مُجَدَّلون تجاهها | كالفار مرتعدا تجاه الخيطل |
ما بالنا منها نخاف القتال ان | قمنا اما سنموت ان لم نقتل؟ |
يا عاذلاً فيما نفثت من الرُّقى | وعزمت فيه على الصريع المهمل |
انظر لصرعة من رقيب وطولها | فإذا نظرت فعند ذلك فاعذُل |