وجود وأشيا ما لهن وجود
وجود وأشيا ما لهن وجود | فتبدو به منه له وتعود |
ملابس نور في هياكل ظلمة | لهن اعتراف بالهوى وجحود |
على طبق ما في العلم والعلم واحد | قديم بأشيا ما لهن نفود |
فحيث وجود لاح بعد خفائه | يلوح بشيء مدة ويجود |
وتتبعه الأسماء مطلقة به | على حسب الأشياء وهي قيود |
فسميت الأكوان باسم حدوثها | سماء وأرض صخرة وعمود |
وما هو إلا الأمر وهو عوالم | سوائل فيها للعقول جمود |
وروح وأرواح كشمس أشعة | بها يكرم المبدي لها ويجود |
تكاثف منها النشو وهي لطيفة | لصيغة علم الغيب وهو حدود |
على صورة الماء الحياة به بدت | وصورة علم بالهواء ترود |
وفي صورة النار الإرداة صور | وقدرته نحو التراب تقود |
وما صور الأسماء أجمعها سوى | تفاصيل أفلاك وهن رصود |
ودارت كما دارت قديما فأنتجت | حوادثها الأيقاظ وهي رقود |
فكان جمادا والنبات كلاهما | حقائق معنى الغيب عنه وفود |
كذا حيوان ثم إنسانه الذي | إليه من الأشياء ثم سجود |
وما هي إلا الروح والجسم علمها | بخالقها والنفس منه مدود |
ثلاث شؤون قدرتها صفاته | له بالتجلي أقمص وبرود |
تنزه عنها وهو فيها مشبه | ومنها له في النشأتين خلود |
قديم هو الحق المبين الذي له | بياض وليلات الحوادث سود |
وحاصل هذا كله هو أنه | وجود وأشيا ما لهن وجود |