دعاء هذا الكروان الذي
دعاء هذا الكروان الذي | خلدته في مسمع الدهر |
له صدى في القلب والفكر من | أشهى متاع القلب والفكر |
لكنه مشج بترجيعه | لما جرى في ذلك القفر |
إذ تسكن البيداء وهنا فما | ينبض إلا مهج السفر |
والليل في التيه السحيق المدى | يطبق جفنيه على وزر |
والطائر المرتاع في جوه | ينذر بالمأساة في ذعر |
يرن إرنان سهام رمت | حيث رمت بالشعل الحمر |
أسال دمعي خطب مطلولة | مقتولة في زهرة العمر |
جنى عليها واهمأنه | يثأر للعرض وللطهر |
وخامرتني حسرة خامرت | شهود ذاك المصرع النكر |
أليس للأرواح في بثها | أواصر من حيث لا تدري |
جوهرها فرد وإحساسها | مشترك في النفع والضر |
حادثة في ريف مصر جرت | ومثلها في الريف كم يجري |
قصت علينا قصصا شائقا | في كلم أنقى من القطر |
مسرودة سردا على صفوه | أفعل في النفس من الخمر |
يا لغة العرب التي كاشفت | طه بما صانت من السر |
من أي روض يجتنى مثل ما | جناه من أزهارك النضر |
من أي بحر والمنى دره | يصاد ما صاد من الدر |
من أي تبر في غوالي الحلى | يصاغ ما صاغ من التبر |
آيات طه نزلت بالهدى | فيم استعارت فتنة السحر |
أحدث ما جاءت به طرفة | بديعة في أدب العصر |
جلت خيال الشعر في صورة | أغارت الشعر من النثر |