ما كان هذا الحد حد عذابه
ما كان هذا الحد حد عذابه | تردي الأسود ضرورة الإخدار |
صال الشقاء على فريد صولة | بين الجوانح أنذرت بدمار |
قصرت لياليه على مجهوده | واليوم عدن عليه غير قصار |
ما بال ذاك الوجه بعد تورد | خلع النضارة واكتسى ببهار |
ما بال ذاك الجسم بات من الضنى | كالرسم في جرف به منهار |
ما بال ذاك العزم بعد مضائه | عثرت به العلات كل عثار |
ما بال ذات القلب بعد خفوقه | تنتابه هدآت الاستقرار |
أمسى يعالج سكرة في نزعه | من لم يذق في العمر طعم عقار |
ولو استطاع لما أضاع دقيقة | يمضي الزمان بها مضي خسار |
وفي بما أعطاه حق بلاده | والموهبات ترد رد عواري |
أمكانه هذا أتلك حليه | والبيت خال والمقلد عاري |
أكذاك يختم في الشقاء حياته | من كان جم الجاه والإيسار |
ماذا تفي من حقه بعد الذي | عاناه كل قلائد الأشعار |
إن الذي يبلوه شاري قومه | غير الذي نتلوه في الأسطار |