أمُذْهبةَ التِّراسِ لردّ كيدٍ،
أمُذْهبةَ التِّراسِ لردّ كيدٍ، | صرُوفُ الدّهرِ مُذهبَةُ التِّراسِ |
وكيفَ أرومُ، في أدبٍ وفهمٍ، | دِراساً، والمآلُ هُوَ اندراسي! |
نَعَم، للعَضْدِ ربّتَني مليكي، | وكانَ بحكمةٍ منهُ اغتراسي |
أقامَ المَلْكُ حُرّاساً عليه، | وما تُنفَى الحَوادثُ باحتراس |
كأنّا، في السّفائنِ، عائِماتٍ، | وعندَ المَوتِ أُلقيَتِ المَراسي |
تَخَلّفَ بعدَنا جيلٌ ونَجمٌ، | فأزهرُ شائمٌ، وأشمُّ راسي |
فِرارٌ من مَهاريسِ المَنايا، | بأقدامٍ يَطَأنَ على هَراس |
فكَمْ قارنّ من رأسٍ برِجلٍ؛ | وكم ألحقْنَ من قَدَمٍ براس |
فقُدّمَ من تأخّرَ في العَطايا، | وأُخّرَ مَن تَقَدّمَ في المِراس |
فنَحنُ، وما فِراستُنا بمَينٍ، | كلَفظِ الدّارميّ أبي فِراس |
إذا أتهمْتَ في أيّامِ قَيْظٍ، | فعدِّ النّاجياتِ إلى قَراس |
أذودُ عن الفَرائسِ ضارياتٍ، | وأعلَمُ أنّ غايتَها افتراسي |
وقَد يَغْنى ابنُ آدمَ، وهو حُرٌّ، | بلا فَرَسٍ، يُعَدُّ، ولا فَراس |
بيثرِبَ حُفرَةٌ خَرِسَتْ، ونادى | مُغَيَّبُها، فأسمَعَ ذا خُراس |