أقاتِليَ الزّمانُ، قِصاصَ عَمْدٍ،
أقاتِليَ الزّمانُ، قِصاصَ عَمْدٍ، | لأني قد قتلتُ بَنيهِ خُبْرَا؟ |
ولم أسفِكْ دِماءَهُمُ، ولكنْ | عَرفتُ شُؤونَهم كشفاً وسَبرا |
غَدَوتُ ورَيبَهُ فرسَيْ رهانٍ، | يُجيدُ نَوائِباً، وأُجيدُ صَبرا |
كأنّ نُفوسَنا إبلٌ صِعابٌ، | بُراها عَقلُها، والعيسُ تُبرا |
وكم ساعٍ ليُحْبَرَ في بناءٍ، | فلم يُرزَقْ بما يَبنِيهِ حَبرا |
كأمّ القَزّ يَخرُجُ من حَشاها | ذُرى بَيتٍ لها، فيعُودُ قَبرا |
لعلّكَ مُنْجزي أغبارَ دَيني، | إذا قمنا من الأجداثِ غُبرا |
وحافِرِ مَعدِنٍ لاقَى تَباراً، | وكانَ عناؤهُ ليُصيبَ تِبرا |
توافقْنا على شِيَمٍ خِساسٍ، | فما بالُ الجَهولِ يُسِرُّ كِبْرا؟ |
فهذا يسألُ البُخَلاءَ نَيْلاً؛ | وهذا يضربُ الكرماءَ هَبرا |
جلوسُ المرءِ في وبَرٍ، مليكاً، | نظيرُ طُلوعِهِ في الهَضْبِ وبْرا |
ودعواكَ الطّبيبَ، لجَبْرِ عُضْوٍ، | أخفُّ عليكَ من دَعْواكَ جَبْرا |
وما يحْمي الفتى، كِبَراً، وزَرْداً | بموتٍ، لبسُهُ زَرَداً وكِبْرا |
نُقَضّي وقتَنا بغنًى وعُدْمٍ؛ | ونُنفِقُ لفظَنا هَمساً ونَبرا |
إلى الخلاّقِ، أبْرأُ مِنْ لسانٍ | تعوّدَ أن يروعَ النّاسَ أبْرا |
ومَنْ يُبْدِعْ طوِيّاً في سهولٍ، | فلا يَترُكْ، مع الطارينَ، زُبرا |
كأنّا في بحارٍ من خُطوبٍ، | وليسَ يرى لها الرّاؤونَ عِبرا |