تَدَاوَلَني صُبْحٌ ومِسْيٌ وحِنْدِسٌ،
تَدَاوَلَني صُبْحٌ ومِسْيٌ وحِنْدِسٌ، | ومَرّ عليّ اليَوْمُ والغَدُ والأمسُ |
يُضيءُ نَهارٌ، ثمّ يُخدِرُ مظلمٌ، | ويَطلُعُ بَدرٌ، ثمّ تُعقِبُهُ شَمس |
أسيرُ عنِ الدّنيا، وما أنا ذاكِرٌ | لها بِسَلامٍ، إنّ أحداثَها حُمس |
صرورَةَ ما حالينِ، ما لكِعابها، | ولا الرّكنِ، تقبيلٌ، لديّ، ولا لمس |
ولم أرِثِ النِّصفَ الفتاةَ، ولم تَرِثْ | بيَ الرّبعَ، بل رِبعٌ تَطاوَلَ أو خِمس |
لعَمري، لقد جاوَزتُ خمسينَ حِجّةً، | وحَسبيَ عَشرٌ، في الشّدائد، أو خمس |
وإن ذهَبَتْ كالفَيْءِ، فهي كمغنمٍ | يُحازُ، ولم يُفْرَدْ، لخالقهِ، الخُمس |
فللخَبرِ المَرْوى، وللعالَمِ القِلَى، | وللجَسَدِ المَثوى، وللأثرِ الطَّمس |
بَدارِ بَدارِ الخَيرَ، يا قلبِ تائباً، | ألَستَ بِدارٍ أنّ منزليَ الرَّمس؟ |
وأجهَرُ حيناً، ثمّ أهمسُ تارةً؛ | وسيّانِ، عندَ الواحدِ، الجهرُ والهمس |
وأقمُسُ في لُجّ النّوائبِ طالِباً؛ | ويُغرقني من دُونِ لؤلؤهِ القَمْس |
ولم أكُ نِدّاً للكلابيّ أبتَغي، | من السُّؤرِ، ما فيه لذي شَنَبٍ غَمس |