مختارات1 (1-4)
و أيّ أرض تخلو منك حتّى | تعالوا يطلبونك في السمـاء |
تراهم ينظرون إليك جهـراً | وهم لا يبصرون من العماء |
*** |
|
إلى كم أنت في بحر الخطايــا | تبارز من يراك و لا تـــراه |
وسمتـُك سمت ذي ورع ٍتـِقّي | و فعْلك فعل متـّبع هـــواه |
فيـا من بات يخلو بالمعاصـي | وعين الله شــاهدة تـــراه |
أتطمع أن تنــال العفو ممّــا | عصمتَ و أنت لم تطلب رضاه |
فـَتـُبْ قبل الممات وقبل يـوم | يلاقي العبد ما كسـبت يــداه |
أتفرح بالذنـوب والخطـايــا | و تنسـاه و لا أحد ســـواه |
*** |
|
كانـت لقلبي أهواءٌ مفرّقــة | فاستجمعَتْ مـُذْ راءَتـْك العين أهوائي |
فصار يحسدني من كنت احسده | وصرتُ مولى الورى مُذْ صرتَ مولائي |
ما لامني فيك أحبابي و أعدائي | إلّـا لغفلتهم عن عظـم بلوائــــي |
تركتُ للناس دنياهم و دينهـم | شغلاً بحبـّك يا ديني و دنيائــــي |
أشعلتَ في كبدي نارين واحدة | بين الضلوع و أخرى بين أحشائــي |
*** |
|
إذا دهمَتـْك خيول البعـــاد | ونادى الاياس بقطع الرجـا |
فخُذْ في شمالك ترس الخضوع | و شـُدّ اليمين بسيف البكـا |
و نَـفْسَـك نَفْسَك كُنْ خائفـاً | على حذر من كمين الجفـا |
فإن جاء الهجر في ظلمـــة | فسِرْ في مشاعل نور لصفا |
فقـُلْ للحبيب ترى ذلـّــتي | فجُدْ لي بعفوك قبل اللقــا |
فـَوَ الحُبِّ لا تنثنِي راجعــاً | عن الحِبِّ إلّا بِعَوْض ِالمنـا |