جواب في حقيقة الإيمان
للعلم أهلٌ و للإيمان ترتيــــب | و للعلـــــوم و أْهلِيها تجاريب |
و العلم علمان منبوذ و مكتســب | و البحر بحران مركوب و مرهوب |
و الدهر يومان مذموم و ممتــدح | و الناس اثنان ممنوح و مسلــوب |
فاسَمعْ بقلبك ما يأتيك عن ثقـــةٍ | و انظرْ بفهمك فالتمييز موهــوب |
إني ارتقيتُ إلى طودٍ بلا قـــدمٍ | له مَراقٍ على غيري مصاعيـــب |
و خُضْتُ بحراً و لم يرسب به قدمي | خاضَتْهُ روحي و قلبي منه مرغـوب |
حَصْبَاؤُه جوهرٌ لم تَدْنُ منـه يــدٌ | لكــنه بِيَدِ الأفهــام منهـــوب |
شربتُ من مائــه رَياً بغير فــم | و الماء قد كان بالأفواه مشـــروب |
لأن روحي قديماً فيه قدْ عطشــتْ | و الجسم [ما] ماسَهُ من قبل تركيــب |
إنـي يتيمٌ و لي أبٌ أَلوُذ بــــه | قلبــي لِغيْبَتِهِ ما عشـْــتُ مكروب |
أعمى بَصيرٌ و إنـي أبْلَه فَطِــنٌ | و لــي كلام إذا ما شئتُ مقلــوب |
ذُوِ فَتَا عرفوا [ما] قد عرفت فَهْـمُ | صَحْبِيَ ومن يُحْظ بالخيرات مصحوب |
تعارفَتْ في قديم الذّر أَنْفُسهـــم | فأشرقَتْ شمسهم و الدهــر غربيـب |