ذنبي
أيكون ذنبي أن رفعتُك | وارتفعت إلى السماءْ؟ |
وعلى جناحك أو جناحي | قد رقيتُ إلى الصفاءْ |
إن كان حقّاً أو خيالاً | فهو وَثْبٌ للضياءْ |
وتحرُّرٌ مما جناه | طينُ آدم في الدماءْ |
أيكون ذنبي أن جعلتُكِ | فوق عرش من سناءْ |
وجثوت في محراب قُدْ | سكِ عابداً هذا الرُّواءْ |
أيكون ذنبي أنني | بك أحتمي من كل داءْ |
وأراك عافيتي فأضْرعُ | طالباً منكِ الشفاءْ |
أيكون ذنبي أن أراك | لخاطري قَبَساً أضاءْ |
وأُحسنُّ وحيَكِ من علٍ | لي دون أهل الأرض جاءْ |
أيكون ذنبي أن يُناط | بك التعلُّل والرجاءْ |
وإليك شكوى القلبِ نجوى | الروحِ أجمع النداء |
أيكون ذنبي أن أحبّكِ | لي من الدنيا وقِاءْ |
فإذا رضيتِ فإن نعمَتَها | ونقمتَها سواءْ؟ |
أيكون ذنبي .. أي ذنب | صار لي إلا الوفاءْ |
إني عشقتكِ ما طلبتُ | على محبّتيَ الجزاءْ |
مَن همُّه هَمّي سيحمل | من حبيبٍ ما يشاءْ |
ولقد يُساءُ فما يرى | من حُبِّه أحداً أساءْ |
قد كان عندي عزَّه | بصبابتي ولي احتماءْ |
إن لانَ عودي للخطوبِ | شدَدتِ أزري باللقاءْ |
أنسيتِ كيف نسيتِ يادنيا | على الدنيا العفاءْ! |
يا للهوى لا صَبح لي | ألإِ هواكِ ولا مساءْ |
أشوامخُ الأحلامِ والمثلُ | الرفيعةُ كالهباءْ؟ |