بعد الفراق
أجل! أهواكِ أنتِ مُنى حياتي | وأنت أحب من بصري وسمعي |
وهل أنساكِ كلا لست أنسى | هوى قد كان إلهامي ونبعى |
لبست من التصبرِ عنكِ درعا | فها أنا تنزعُ الأيامُ درعى |
وها أنا لست أدري عنك سرا | عرفتِ محبتي ورأيتِ دمعي |
تلاشت قوتي وغدا قؤادي | كأن خفوقَه خلجاتُ نزعِ |
ابشره فيرقص في ضلوعي | وأنظرُ سودَ أيامي فأنعي |
وقد نضبَ الخيالُ وغاض طبعي | ومات على حياض اليأسِ زرعي |
أجرجرُ وحدتي في كل حشدٍ | وأحمل غربتي في كل جمع |
(2) |
|
مزَّقَته فصار والله لا يقدر | حتى أن يسأل اللهَ رفقا |
لجةٌ بعد لجةٍ كلما صارع | ردت له أمانيهِ غرقى |
فيلقٌ بعد فيلقٍ حجب الشمس | ولم يبقِ للنواظر أفقَا |
وسنانُ الغروب تغزوه حمرا | وسنانُ العذاب تطعن زرقا |
وجيوشُ الظلامِ تزحفُ زحفاَ | وثقالُ الأقدامِ تسحقُ سحقا… |