الوداع
لا ينفع عذل او نصح | مجروحا او جعه الجرح | ||
من بعد نزيفي لا يجدي | يا صاح حديث او شرح | ||
الصبر جميل اعرفه | من قال الصبر به قبح؟ | ||
لكن لا لوم اذا ضجت | روحي تعالى النوح | ||
يا من لصبر تنادي | نيران الجرح لها لفح | ||
والبعد دروب مظلمه | من اين لسا لكها صبح؟ | ||
ذهب الاحباب فلا صوت | يطربني منهم او صدح | ||
ساروا وفؤادي يتبعهم | لا جبل عاق ولا سفح | ||
الشوق تحول مركبة | للقلب فطار به جنح | ||
لكن الواقع اذهله | كالفارس جند له الرمح | ||
لا هو بالحي ولا ميت | يفتح عينيه ولا يصحو | ||
ياخل الحب لنا قدر | لا يرجى منه لنا ربح | ||
لكن مشيئة خالقنا | كتبته علي فمن يمحو؟ | ||
صبري ما غير واقعه | وبيعني بان له لمح | ||
الحب عرفت مجاهله | وغزوت وتم لي الفتح | ||
لم تثن العزم مصاعبه | وبه قد شيد لي صرح | وَلَكِنّ أهْلَ القَرْيَتَينِ عَشِيرَتي، | وَلَيسوا بوَادٍ مِنْ عُمانَ مَصَوِّبِ |
غَطارِيفُ من قَيسٍ مَتى أدْعُ فيهمِ | وَخِندِفَ يَأتُوا للصّرِيخِ المُثَوِّبِ | ||
ولمّا رَأيْتُ الأزْدَ تَهْفُو لحاهُمُ | حَوَاليْ مَزَوْنِيٍّ لَئِيمِ المُرَكَّبِ | ||
مُقَلَّدَةً بَعْدَ القُلُوسِ أعِنّةً | عَجِبتُ، وَمَن يَسمَعْ بذلك يَعجبِ | ||
تَغُمُّ أُنُوفاً لَمْ تَكُنْ عَرَبِيّةً | لِحَى نَبَطٍ، أفْوَاهُهَا لَمْ تُعَرَّبِ | ||
فكَيْفَ وَلمْ يَأتُوا بمَكّةَ مَنسِكاً؛ | ولمْ يَعبُدوا الأوْثَانَ عِندَ المحصَّبِ | ||
ولمْ يَدْعُ داعٍ: يا صَباحاً، فيَرْكَبوا | إلى الرّوْعِ إلاّ في السّفِينِ المُضَبَّبِ | ||
وَمَا وُجِعَتْ أزْدِيّةٌ مِنْ خِتَانَةٍ، | وَلا شَرِبَتْ في جِلدِ حَوْبٍ مُعَلَّبِ | ||
وَما انْتابَها القُنّاصُ بالبَيْضِ وَالجنا، | وَلا أكَلَتْ فَوْزَ المَنِيحِ المُعَقَّبِ | ||
وَلا سَمَكَتْ عَنها سَمَاءً وَلِيدَةٌ، | مَظَلّةُ أعْرَابِيّةٍ فَوْقَ أسْقُبِ | ||
ولا أوْقَدَتْ ناراً لِيعْشُوَ مُدْلِجٌ | إليها، وَلمْ يُسْمَعْ لها صَوْتُ أكْلُبِ | ||
ولا نَثَرَ الجاني ثِبَاناً أمَامَهَا؛ | وَلا انتَقلتْ من رَهبةٍ سَيلَ مِذنَبِ | ||
وَلا أرْقَصَ الرّاعي إلَيهَا مُعَجِّلاً | بِوَطْبِ لَقَاحٍ أوْ سَطيحَةِ مُعزِبِ |