مَحْبوبي قد تجَّلى
مَحْبوبي قد تجَّلى | في قلبي لَمْ يغيبْ |
وأنا بكاسي نمْلاَ | خمراً مُزِجْ بطيبْ |
لقد سكنْ في داري | وصار لي نصيب |
وأنا في مَنَارِي | الحاضِرِ الغاييب |
قد صرتُ في مداري | اسْكرْ واهيم وطيب |
ريتْ المعاني تَجْلى | والشكلُ قد حُجيب |
وكاسي قد تملا | ودنِّي قد سُكيب |
تجلتِ المعاني | وغابتِ الظِلاَل |
وكُسر الأواني | ومُزِّقَ المِثالْ |
وفيَّا قد تراني | في عَقِبِ الزالْ |
يا طالبي تخلى | عن قالب القليبْ |
ترقى المقامَ الأعلى | والمنزلَ الرحيبْ |
تدخْلِ لديرِ عالِي | في أرفع العلا |
مجموعٌ من الغوالي | منظومٌ من الحلا |
تُسقى من الزلالِ | كاسٌ لكَ اقبلا |
تدخلْ لِحَيْ ليلى | وروضِها الخصيبْ |
تبدو إِليكَ تُجلى | بحسنِها العجِيبْ |
يا خِلي يا رفيقي | قَرِّبْ ترى عجبْ |
للمحفَل الحقيقي | والدَّنِ والطربْ |
واسلكْ على الطريق | تصلْ بلا تعب |
وادنو بغيرِ مهلهْ | لحضرةِ الحبيبْ |
تُخلع عليك حُلَّه | تنكى بها الرقِيبْ |
ادنو مع الحبايبْ | للمنزل المُنيفْ |
واصعدْ على مراتبْ | المجد واتّصيِفْ |
ترَى منَ العجائبْ | ما لَمْ تَطِق تصيِف |
إِن شِئْتَ أن تُوَلِّي | كلُّ الدُّعا مُجيبْ |
وتَغْتَني وَتمْلاَ | من فنِّنا الغريبْ |
تَرَى الوجودْ موجودْ | والواجِدْ اندثرْ |
وما سِواكْ مفقودْ | ومَنْ بَدا ظهرْ |
اعقِد لِوَاكْ وانفردْ | مع السِّويِ النَظرْ |
فمن عَذَلْ يُوَلي | ومَن فَقَد يُصِيبْ |
ومَن وصَلْ تَجَلِّى | ومَن بَعَدْ قَريبْ |
تراكَ فيك ظاهرْ | وحرفُكْ انطماسْ |
وتحتفي المظاهرْ | وتُحْجَبْ الحَوَاسْ |
وما سوَاك داثرْ | فخذْ في الاحتراس |
إِياك تبُوحْ أصلاً | بسرِّكَ المريبْ |
فتُمتحنْ وتُبْلَى | وكنْ أمينْ لبيبْ |