أَيَا عَرَبَ الجَرْعَاءِ مَنْ أَيْمَنِ الشِّعْبِ
أَيَا عَرَبَ الجَرْعَاءِ مَنْ أَيْمَنِ الشِّعْبِ | بِكُمْ لاَ بِشَيءٍ غَيْرِكُمْ شَغَفُ الصِّبَّ |
أَلَمْ تَعِدُونَا أَنْ نَرَاكُمْ بِذِي الفَضَا | أَظُنُّكُمُ تَعْنَونَ أَنَّ الغَضَا قَلْبِي |
غَرَاماً بِكُمْ والنَّارُ يَضْرمُهَا الصَّبَا | أَقَولُ عَلى نَارِي بِكُمْ لِلصَّبَا هُبِّي |
وَوَجْدَاً إذا مِلْتُمْ إليَّ معَ الهَوَى | أقولُ اعتذاراً يَحْسُنُ الميلُ للقُضْبِ |
وَإِنْ تُوقِدُوا نَارَ الحَرِيقِ فَكَمْ أَضَا | وَنَارُ فُؤادِي فِي حَشَا الْوَالِهِ الصِّبِّ |
وَإِنْ تَجِدُوا بِالشِّعْبِ سَيْلاً وَلُجَةً | فَأَنْتُمْ بِمَجْرَى الدَّمْعِ يَا سَاكِني قَلْبِي |
سَبَتْنَا الجُفُونُ البَابِليَّاتُ مِنْكُمُ | وَإِنَّ لُبَانَاتِ الُّلَباءَةِ فِي الحَبِّ |
نُصَيْصٌ فَهلاَّ لِلرَقِيبَ وَعَاذِلٍ | لِكَيْمَا يَبِيتَا فِي عَذَابٍ وَفِي نَصْبِ |
غَزَالُكُمُ ذَاكَ المُمَنَّعُ وَصْلُهُ | أَبَاحَ حِمى دَمْعِى وَبَالَغَ في نَهْبى |
هُوَ الظَّبْىُ لاَ بَلْ صَائِدُ الظَّبْيِ لَحْظُهُ | وَيَا مَا أُحَيْلاَ الصَّيْدَ في شَرَكِ الهُدْبِ |
حَلاَ لَحْظُهُ وَالمُرُّ فِي الحُبِّ وَصْلُهُ | وَلَمْ تَحْلُ حَتَّى مَرَّ فِي رِيقِهِ العَذْبِ |
عَلَى عِطْفِهِ حَتَّى مِنَ الوُرْقِ غَيْرَتِي | أَلَمْ تَرَهَا هَاجَتْ عَلَى الغُصُنِ الرَّطْبِ |
فَإِنْ ذَبَلَتْ أَجْفَانُهَا وَهْيَ نَرْجِسٌ | فَمِنْ طُوْلِ مَا أَدْمَنْتُ فِيهِنَّ مِنْ شُرْبِ |
وَمِنْ عَجَبٍ وَهْىَ الكُؤُوُسُ فَمَا لَهَا | إِذَا كُسِّرَتْ صَحَّتْ وَدَارَتْ عَلى الشَّربِ |
فَهَلْ عَوْدَةٌ فِي لَيْلَةٍ مِنْ ذَوَابَةٍ | عَنِ البَدْرِ مِنْ ظَلْمَائِهَا دَائِماً تُنْبى |
تَرَقَّى بِهَا قَلْبِي إلى سِرِّ وَقْدِهِ | سَلاَمٌ على مَنْ تَحْتَهُ سُبَحُ الرَّطْبِ |
أَرَادَ تَوَلَّى الحَلَّ وَالعَقْدَ عِنْدَهُ | فَجَارَ عَلَى المسَجْوُنِ مَنْ مُقْتَضَى الجَذْبِ |
دَعَانيِ انْكِسَارُ الجَفْنِ مِنْهُ لِضَمَّةٍ | فَجَاوَبَنِي مَا لِلغُصُونِ سِوَى الهُضْبِ |
وَغَرَّدْتُ تَغْرِيدَ الحَمَامِ تَوَصُّلاً | إليْهِ لِمَا بَيْنَ الحَمَائِمَ وَالقُضْبِ |
وَقُلْتُ زَكَاةُ الحُسْنِ فَرْضاً فَقَالَ مَا | تَمِيلُ الغُصُونُ الوُرْقُ إلاَّ على النُّدْبِ |