لَوْلاَ الحِمَى وَصَبَايَا بِالْحِمَى عُرُبُ
لَوْلاَ الحِمَى وَصَبَايَا بِالْحِمَى عُرُبُ | مَا كَانَ فِي البَارِقِ النَّجْدِيِّ لي أَرَبُ |
حَلَّتْ عُقُودَ اصْطِبَارِي دُوْنَهُ حُلَلٌ | حُقُوُقهَا كَارتِيَاحاتِي لَهَا تَجِبُ |
وَفِي رِيَاضِ بِيوُتِ الحَيِّ مِنْ إِضَمٍ | وَرْدٌ جَنِيٌّ وَفِي أَكْمَامِهَا القُضُبُ |
يَسْقِي الأَقَاحِيَ مِنْهَا قُرْقُفٌ فإِذَا | لاَحَ الحَبَابُ عَلَيْهَا فَاسْمُهُ الشَّنَبُ |
يَقْضِي بِهَا لِعُيُونِ النَّاظِرينَ عَلَى | كُلِّ القُلُوبِ قَضَاءٌ مَا لَهُ سَبَبُ |
إِلاَّ تَمَارُضَ أَجْفَانٍ إِذَا سَلَبَتْ | فَمُقْتَضَى هَمِّهَا المَسْلُوبُ لاَ السَّلَبُ |
وَلِي لَدَى الحِلَّةِ الفَيْحَاءِ غُصْنُ نَقَا | يَهْفُو فَيَجْذِبُهُ خَفْقٌ فَيَنْجَذِبُ |
لاَ يَقْدِرُ الحِبُّ أنْ يُخْفِي مَحَاسِنَهُ | وَإِنَّمَا فِي سَنَاهُ الْحُجْبُ تَحْتَجِبُ |
أُعَاهِدُ الرَّاحَ أَنَّى لاَ أُفَارِقُهَا | مِنْ أَجْلِ أَنَّ الثَّنَايَا شِبْهُهُا الحَبَبُ |
وَأَرْقُبُ البَرْقَ لاَسُقْيَاهُ مِنْ أَربَى | لَكِنَّهُ مِثْلُ خَدَّيْهِ لَهُ لَهَبُ |
يَا سَالِماً فِي الهَوَى مِمَا أُكَابِدُهُ | رِفْقَاً بِأَحْشَاءِ صَبٍّ شَفَّهَا الوَصَبُ |
فَالأَجْرُ يَا أَمَلي إِنْ كُنْتَ تَكْسِبُهُ | مِنْ كُلِّ ذِي كَبِدٍ حَرَّاءَ تَكْتَسِبُ |
يَا بَدرَ تَمٍّ مُحَاقِي فِي زِيَادَتِهِ | ما أَنْ تَنْجَلِي عَنْ أُفْقِكَ السُّحُبُ |
صَحَا السُّكَارَى وَسُكْرِي فِيكَ دَامَ وَمَا | لِلسِّكْرِ من سَبَبٌ يُرْوَى ولاَ نَسَبُ |
قَدْ أَيَّسَ الصَّبْرَ وَالسِّلْوَانَ أَيْسَرُهُ | وَعَاقَبَ الصِّبَّ عَنْ آمَالِهِ الوَصَبُ |
وَكُلَّمَا لاَحَ يَا دَمْعِي وَمِيضُ سَنىً | تَهْمِي وَإِنْ هَبَّ يَا قَلْبِي صَباً تَجِبُ |