أبرق بدا أم لمع أبيض قاصل
أبرق بدا أم لمع أبيض قاصل | ورجع شدا أم رجع اشقر صاهل |
الا إنها حرب جنيت بلحظة | إلى عرب يوم الكثيب عقائل |
هوى تغلبي غالب القلب فانطوى | على كمد من لوعة القلب داخل |
ردي تعلمي بالخيل ما قرب النوى | جيادك بالثرثار يا ابنة وائل |
جزينا بيوم المرج آخر مثله | وغصنا سقينا ناب أسمر عاسل |
تردد فيها البرق حتى حسبته | يشير إلى نجم الربى بالأنامل |
ربى نسجت أيدي الغمام للبسها | غلائل صفرا فوق بيض غلائل |
سهرت بها أرعى النجوم وأنجما | طوالع للراعين غير أوافل |
وقد فغرت فاها بها كل زهرة | إلى كل ضرع للغمامة حافل |
ومرت جيوش المزن رهوا كأنها | عساكر زنج مذهبات المناصل |
وحلقت الخضراء في غر شهبها | كلجة بحر كللت باليعالل |
تخال بها زهر الكواكب نرجسا | على شط واد للمجرة سائل |
وتلمح من جوزائها في غروبها | تساقط عرش واهن الدعم مائل |
وتحسب صقرا واقعا دبرانها | بعش الثريا فوق حمر الحواصل |
وبدر الدجى فيها غديرا وحوله | نجوم كطلعات الحمام النواهل |
كأن الدجى همي ودمعي نجومه | تحدر إشفاقا لدهر الأراذل |
هوت أنجم العلياء إلا أقلها | وغبن بما يحظى به كل عاقل |
وأصبحت في خلف إذا ما لمحتهم | تبينت أن الجهل إحدى الفضائل |
وما طاب في هذي البرية آخر | إذا هو لم ينجد بطيب الأوائل |
أرى حمرا فوق الصواهل جمة | فأبكي بعيني ذل تلك الصواهل |
وربت كتاب إذا قيل زوروا | بكت من تأنيهم صدور الرسائل |
وناقل فقه لم ير الله قلبه | يظن بأن الدين حفظ المسائل |
وحامل رمح راح فوق مضائه | به كاعبا في الحي ذات مغازل |
حبوا بالمنى دوني وغودرت دونهم | أرود الأماني في رياض الأباطل |
وما هي إلا همة أشجعية | ونفس أبت لي من طلاب الرذائل |
وفهم لو البرجيس جئت بجده | إذا لتلقاني بنحس المقاتل |
وكيف ارتضائي دارة الجهل منزلا | إذا كانت الجوزاء بعض منازلي |
وصبري على محض الأذى من أسافل | ومجدي حسامي والسيادة ذابلي |
ولما طما بحر البيان بفكرتي | وأغرق قرن الشمس بعض جداولي |
زففت إلى خير الورى كل حرة | من المدح لم تخمل برعي الخمائل |
وما رمتها حتى حططت رحالها | على ملك منهم أغر حلاحل |
وكدت لفضل القول أبلغ ساكتا | وإن ساء حسادي مدى كل قائل |