فريق العدا من حد عزمك يفرق
فريق العدا من حد عزمك يفرق | وبالدهر مما خاف بطشك أولق |
تيممته والعد حولك جحفل | وقارعته والنصر دونك خندق |
عجبت لمن يعتد دونك جنة | وسهمك سعد والقضاء مفوق |
ومن يبتني بيتا ليقطع دونه | ممر رياح النصر وهو الخورنق |
وما شرب ابن الشرب قبلك خمرة | من الذل بالعجز الصريح تصفق |
توهم فيه الرعن حصنا فزرته | بأرعن فيه مرعد الموت مبرق |
وحولك أسياف من السعد تنتضى | وفوقك أعلام من النصر تخفق |
بابيض مسود الدلاصي كأنه | شهاب عليه من دجى الليل يلمق |
وأسود مبيض القباء كأنما | يطير به نحو الكريهة عقعق |
وخيل تمشى للوغى ببطونها | إذا جعلت بالمرتقى الصعب تزلق |
أدرت رحى الحرب الزبون بساحة | وغالبته والجو بالبيض يعبق |
فلما حوت كفاك رمة أمره | وشد بكف الحصر منه المخنق |
واسقيته من جمة الأمن صافيا | إذا ذاقه من ذاقه يتمطق |
وكم لك مثلي مسترق مكارم بعفوك من رق المنية يعتق | … |
كشفت سماء المجد عنك فلم أجد | سوى كرم عن طيب خيمك ينطق |
فإن أنا لم أشكرك أبيض معرقا | فلا هزني للمجد أبيض معرق |
فيا أيها الباغي الفرار أمامه | هو الموت فاعلم أنه سوف يلحق |
غناك سعدك في ظل الظبا وسقى | فاشرب هنيئا عليك التاج مرتفقا |
سقيا لأسد تساقى الموت أنفسها | وتلبس الصبر في يوم الوغى حلقا |
قامت بنصرك لما قام مرتجلا | خطيب جودك فيها ينثر الورقا |
سريت تقدم جيش النصر متخذا | سبل المجرة في إثر العلا طرقا |
في ظل ليل من الماذي معتكر | يجلو إلى الخيل منه وجهك الفلقا |
وصفح قرن غداة الروع يكتبه | من الظبا قلم لا يعرف المشقا |
أجريت للزنج فوق النهر نهر دم | حتى استحال سماء جللت شفقا |
وساعد الفلك الأعلى بقتلهم | حتى غدا الفلك بالناجي به غرقا |
من كل أسود لم يدلف على ثلج | بأن جدك يجلو صفحه يققا |
كأن هامته والرمح يحمله | غراب بين على بان النقا نعقا |
إذا ونى ثغر الخطي ثغرته | أو عاذ بالنهر مسلوب القوى غرقا |
وأي نهر يرجي العبر عابره | وسفنه طافيات غودرت فلقا |