ولم أر مثلي ما له من معاصر
ولم أر مثلي ما له من معاصر | ولا كمضائي ما له من مضافر |
ولو كان لي في الجو كسر أؤمه | ركبت إليه ظهر فتخاء كاسر |
وهمت بإجهاش علي وقد رأت | مصابي في آثار إحدى الكبائر |
فقلت لها إن تجزعي من مخاطر | فإنك لن تحظي بغير المخاطر |
تشهت ثمار الوفر مني وأنها | لدى كل مبيض العثانين وافر |
له في بياض اليوم يقظة فاجر | وتحت سواد الليل هجعة كافر |
رويدك حتى تنظري عم تنجلي | غيابة هذا العارض المتناثر |
ودون اعتزامي هضبة كسروية | من الحزم سلمانية في المكاسر |
إذا نحن أسندنا إليها تبلجت | مواردنا عن نيرات المصادر |
وأنت ابن حزم منعش من عثارها | إذا ما شرقنا بالجدود العواثر |
وما جر أذيال الغنى نحو بيته | كأروع معرور ظهور الجرائد |
إذا ما تبغى نضرة العيش كرها | لدى مشرع للموت لمحة ناظر |
فسل من التأويل فيها مهندا | أخو شافعيات كريم العناصر |
لمعتزلي الرأي ناء عن الهدى | بعيد المرامي مستميت البصائر |
يطالب بالهندي في كل فتكة | ظهور المذاكي عن ظهور المنابر |
وحصلت ما أدركت من طول لذتي | فلم ألفه إلا كصفقة خاسر |
وما أنا إلا رهن ما قدمت يدي | إذا غادروني بين أهل المقابر |
سقى الله فتيانا كأن وجوههم | وجوه مصابيح النجوم الزواهر |
إذا ذكروني والثرى فوق أعظمي | بكوا بعيون كالسحاب المواطر |
يقولون قد اودى أبو عامر العلا | أقلوا فقدما مات آباء عامر |
هو الموت لم يصرف بأسجاع خاطب | بليغ ولم يعطف بأنفاس شاعر |
ولم يجتنب للبطش مهجة قادر | قوي ولا للضعف مهجة صافر |
يحل عرى الجبار في دار ملكه | ويهفو بنفس الشارب المتساكر |
وليس عجيبا أن تدانت منيتي | يصدق فيها أولي أمر آخري |
ولكن عجيبا أن بين جوانحي | هوى كشرار الجمرة المتطاير |
يحركني والموت يحفز مهجتي | ويهتاجني والنفس عند حناجري |