منازلهم تبكي إليك عفاءها
منازلهم تبكي إليك عفاءها | سقتها الثريا بالعري نحاءها |
ألثت عليها المعصرات بقطرها | وجرت بها هوج الرياح ملاءها |
حبست بها عدوا زمام مطيتي | فحلت بها عيني علي وكاءها |
رأت شدن الآرام في زمن الهوى | ولم تر ليلى فهي تسفح ماءها |
خليلي عوجا بارك الله فيكما | بدارتها الأولى نحي فناءها |
ولا تمنعاني أن أجود بأدمع | حواها الجوى لما نظرت جواءها |
فأقسم ما شمت الغداة وقودها | وقد شمت ما راب الحمى وأساءها |
ميادين أفراس الصبا ومراتع | رتعت بها حتى ألفت ظباءها |
فلم أر أسرابا كأسرابها الدمى | ولا ذئب مثلي قد رعى ثم شاءها |
ولا كضلال كان أهدى لصبوتي | ليالي يهديني الغرام خباءها |
وما هاج هذا الشوق إلا حمائم | بكيت لها لما سمعت بكاءها |
تغن فلا يبعد بذي الأيك عاشق | بكى بين ليلى فاستحث غناءها |
أنا البحر لا يستوهن الخطب طاقتي | وتأبى الحسان أن أطيق لقاءها |
عجبت لنفسي كيف ملكها الهوى | وكيف استفز الغانيات إباءها |
ولو أنني أنحت علي أكارم | ترضيت بالعرض الكريم جزاءها |
ولكن جرذان الثغور رمينني | فأكرمت نفسي أن تريق دماءها |
تيمم قصدي النائبات فردها | فتى لم يشجع حين حان رياءها |
إذا طرقته الحادثات أعارها | شبا فكرات قد أطال مضاءها |
أما وأبي الأعداء ما دفعتهم | يد سبقتهم يتقون عداءها |
إليك أبا مروان ألقيت رابيا | بحاجة نفس ما حربت خزاءها |
هززتك في نصري ضحى فكأنني | هززت وقد جئت الجبال حراءها |
نقضت عرى عزم الزمان وإن عتا | بعزمة نفس لا أريد بقاءها |
وكم لك من يوم وقفت بظله | وقد نازلتنا الحادثات إزاءها |
ومن موقف ضنك زحمت به العدى | وقد نفضت فيه العقاب رداءها وكم امة أنجدتها وكأنها يرابيع سدت خيفة قصعاءها |
ومن خطبة في كبة الصك فيصل | حسمت بها أهواءها ومراءها |