لو ترجع الأيام بعد الذهاب
لو ترجع الأيام بعد الذهاب | لم تقدح الأيام ذكرى حبيب |
وكل من نام بليل الشباب | يوقظه الدهر بصبح المشيب |
يا راكب العجز ألا نهضة | قد ضيق الدهر عليك المحال |
لا تحسبن أن الصبا روضة | تنام فيها تحت فيء الظلال |
فالعيش نوم والردى يقظة | والمرء ما بينهما كالخيال |
والعمر قد مر كمر السحاب | والملتقى بالله عما قريب |
وأنت مخدوع بلمع السراب | تحسبه ماء ولا تستريب |
والله ما الكون بما قد حوى | إلا ظلال توهم الغافلا |
وعادة الظل إذا ما استوى | تبصره منتقلا زائلا |
إنا إلى الله عبيد الهوى | لم نعرف الحق ولا الباطلا |
فكل من يرجو سوى الله خاب وإنما الفوز لعبد منيب | … |
يستقبل الرجعى بصدق المتاب | ويرقب الله الشهيد القريب |
يا حسرتا مر الصبا وانقضى | وأقبل الشيب يقص الأثر |
وأخجلتا والرجل قد قوضا | وما بقي في الخبر غير الخبر |
وليتني لو كنت فيما مضى | أدخر الزاد لطول السفر |
قد حان من ركب التصابي إياب | ورائد الرشد أطال المغيب |
يا أكمه القلب بغين الحجاب | كم ذا أناديك فلا تستجيب |
هل يحمل الزاد لدار الكريم | والمصطفى الهادي شفيع مطاع |
فجاهه ذخر الفقير العديم | وحبه زادي ونعم المتاع |
والله سماه الرؤوف الرحيم | فجاره المكفول ما إن يضاع |
عسى شفيع الاس يوم الحساب | وملجأ الخلق لرفع الكروب |
يلحقني منه قبول مجاب | يشفع لي في موبقات الذنوب |
يا مصطفى والخلق رهن العدم | والكون لم يفتق كمام الوجود |
مزية أعطيتها في القدم | بها على كل نبي تسود |
مولدك المرقوم لما نجم | أنجز للأمة وعد السعود |
ناديت لو يسمح لي بالجواب | شهر ربيع يا ربيع القلوب |
أطلعت للهدي بغير احتجاب | شمسا ولكن ما لها من غروب |