أرقت لبرق مثل جفني ساهرا
أرقت لبرق مثل جفني ساهرا | ينظم من قطر الغمام جواهرا |
فيبسم ثغر الروض عنه ازاهرا | وصبح حكى وجه الخليفة باهرا |
تجسم من نور الهدى وتجسدا | … |
شفاني معتل النسيم إذا انبرى | وأسند عن دمعي الحديث الذي جرى |
وقد فتق الأرجاء مسكا وعنبرا | كأن الغني بالله في الروض قد سرى |
فهبت به الأرواح عاطرة الردا | … |
عذيري من قلب إلى الحسن قد صبا | تهيجه الذكرى ويصبو إلى الصبا |
ويجري جياد اللهو في ملعب الصبا | ولولا ابن نصر ما أفاق واعتبا |
رأى وجهه صبح الهداية فاهتدى | … |
إليك أمير المسلمين شكاية | جنى الحسن فيها للقلوب جناية |
وأعظم فيها بالعيون نكاية | وأطلع في ليل من الشعر آية |
محيا جميلا بالصباح قد ارتدى | … |
بهديك تهدى النيرات وتهتدي | وأنوارها جدوى يمينك تجتدي |
وعدلك للاملاك أوضح مرشد | بآثاره في مشكل الامر تقتدي |
فما بال سلطان الجمال قد اعتدى | … |
تحكم منا في نفوس ضعيفة | وسل سيوفا من جفون نحيفة |
الم يدر أنا في ظلال خليفة | ودولة أمن لا تراع منيفة |
بها قد رسا دين الهوى وتمهدا | … |
خذوا بدم المشتاق لحظا اراقه | وبرقا بأعلام الثنية شاقه |
وإن كلفوه فوق ما قد أطاقه | يبث حديثا ما ألذ مساقه |
خليفتنا المولى الإمام محمدا | … |
تقلد حكم العدل دينا ومذهبا | وجور الليالي قد ازاح وأذهبا |
فيا عجبا للشوق أذكى وألهبا | وسل صباحا صارم البرق مذهبا |
وقد بات في جفن الغمامة مغمدا | … |
يذكرني ثغرا لاسماء اشنبا | إذا ابتسمت تجلو من الليل غيهبا |
كعزم أمير المسلمين إذا اجتبى وأجرى به طرفا من الصبح أشهبا | … |
واصدر في ذات الإله وأوردا | … |
فسبحان من أجرى الرياح بنصره | وعطر أنفاس الرياض بشكره |
فبرد الصبا يطوي على طيب نشره | ومهما تجلى وجهه وسط قصره |
ترى هالة بدر السماء بها بدا | … |
إمام أفاد المعلوات زمانه | فما لحقت زهر النجوم مكانه |
ومد على شرق وغرب أمانه | ولا عيب فيه غير أن بنانه |
تغرق مستجديه في ابحر الندى | … |
هو البحر مد العارض المتهللا | هو البدر لكن لا يزال مكملا |
هو الدهر لا يخشى الخطوب ولاولا | هو العلم الخفاق في هضبة العلا |
هو الصارم المشهور في نصرة الهدى | … |
أما والذي أعطى الوجود وجوده | وأوسع من فوق البسيطة جوده |
لقد أصحب النصر العزيز بنوده | ومد بأملاك السماء جنوده |
وأنجز للإسلام بالنصر موعدا | … |
أمولاي قد انجحت رأيا وراية | ولم تبق في سبق المكارم غاية |
فتهدي سجايا كابن رشد نهاية | وإن كان هذا السعد منك بداية |
سيبقى على مر الزمان مخلدا | … |
سعودك تغني عن قراع الكتائب | وجودك يزري بالغمام السواكب |
وإن زاحمتها شهبها بالمناكب | ووجهك بدر المنتدى والمواكب |
وقد فسحت في الفخر ابناؤك المدى | … |
بنوك كأمثال الأنامل عدة | أعدت لما يخشى من الدهر عدة |
وزيد بهم برد الخلافة جدة | أطال لهم في ظل ملكك مدة |
إله يطيل العمر منك مؤبدا | … |
بدور بأوصاف الكمال استقلت | غمام بفياض النوال استهلت |
سيوف على الأعداء بالنصر سلت | نجوم بآفاق العلاء تجلت |
ولاحت كما شاءت سعودك أسعدا | … |
وإن ابا الحجاج سيفك منتضى | وبدر بآفاق الجمال تعرضا |
بنورك يا شمس الخلافة قد أضا | وراقت على أعطافه حلل الرضى |
فحل محلا من علاك ممهدا | … |
مليك له تعنو الملوك جلالة | يجرر أذيال الفخار مطالة |
وتفرق اسد الغاب منه بسالة وترضاه انصار الرسول سلالة | … |
فأبناؤه طابوا فروعا ومحتدا | … |
أزاهر في روض الخلافة اينعت | زواهر في افق العلاء تطلعت |
جواهر اغيت في الجمال وأبدعت | وعن قيمة الاعلاق قدرا ترفعت |
يسر بها الإسلام غيبا ومشهدا | … |
بعهد ولي العهد كرم عهده | وأنجز في تخليد ملكك وعده |
تنظم منهم تحت شملك عقده | وأورثهم فخرا أبوه وجده |
فأعلى عليا حين أحمد أحمدا | … |
ونجلك نصر يقتفي نجل رسمه | أمير يزين العقل راجح حلمه |
أتاك بنجل يستضاء بنجمه | لحب رسول الله سماه باسمه |
وباسمك في هذي الموافقة اقتدى | … |
أقمت بإعذار الإمارة سنة | وطوقت من حلي بفخرك منة |
وأسكنتها في ظل برك جنة | وألحفتها برد امتنانك جنة |
وعمرت منها بالتلاوة مسجدا | … |
فلله عينا من رآهم تطلعوا | غصونا بروض الجود فيك ترعرعوا |
وفي دوحة العلياء منك تفرعوا | ملوك بجلباب الحياء تقنعوا |
أضاء بهم من افق قصرك منتدى | … |
وقد أشعروا الصبر الجميل نفوسهم | وأضفوا به فوق الحلى لبوسهم |
وقد زينوا بالبشر فيه شموسهم | وعاطوا كؤوس الأنس فيه جليسهم |
وأبدوا على هول المقام تجلدا | … |
شمائل فيهم من أبيهم وجدهم | تفضل آي الفخر فيها بحمدهم |
وتنسبها الأنصار قدما لسعدهم | تضيء بها نورا مصابيح سعدهم |
ولم لا ومن صحب الرسول توقدا | … |
فوالله لولا سنة قد أقمتها | وسيرة هدي للنبي علمتها |
وأحكام عدل للجنود رسمتها | لجالت بها الأبطال تقصد سمتها |
وتترك أوصال الوشيج مقصدا | … |
ويا عاذرا أبدى لنا الشرع عذره | طرقت حمى قد عظم الله قدره |
وأجريت طيبا يحسد الطيب نشره | لقد جئت ما تستعظم الصيد أمره |
وتفديه إن يقبل خليفتها فدا | … |
رعى الله منها دعوة مستجابة | أفادت نفوس المخلصين إنابة |
ولم تلف من دون القبول حجابة | وعاذرها لم يبد عذرا مهابة |
فأوجب عن نقص كمالا تزيدا | … |
فنقص كمال المال وفر نصابه | وما السيف إلا بعد مشق ذبابه |
وما الزهر إلا بعد شق إهابه | بقطع يراع الخط حسن كتابه |
وبالقص يزداد الذبال توقدا | … |
ولما قضوا من سنة الشرع واجبا | ولم نلق من دون الخلافة حاجبا |
افضنا نهني منك جذلان واهبا | أفاض علينا أنعما ومواهبا |
تعود بذل الجود فيما تعودا | … |
هنيئا هنيئا قد بلغت مؤملا | وأطلعت نورا يبهر المتأملا |
وأحرزت أجر المنعمين مكملا | تبارك من أعطى جزيلا وأجملا |
وبلغ فيك الدين والملك مقصدا | … |
ألا في سبيل العز والفخر موسم | يظل به ثغر المسرة يبسم |
وعرف الرضى من جوه يتنسم | وأرزاق أرباب السعادة تقسم |
ففي وصفه ذهن الذكي تبلدا | … |
وجللت في هذا الصنيع مصانعا | تمنى بدور التم منها مطالعا |
وأبديت فيها للجمال بدائعا | وأجريت للإحسان فيها مشارعا |
يود بها نهر المجرة موردا | … |
وأجريت فيها الخيل وهي سوابق | وإن طلبت في الروع فهي لواحق |
نجوم وآفاق الطراد مشارق | يفوت التماح الطرف منها بوارق |
إذا ما تجاري الشهب تستبق المدى | … |
وتطلع في ليل القتام كواكبا | وقد وردت نهر النهار مشاربا |
تقود إلى الأعداء منها كواكبا | فترسم من فوق التراب محاربا |
تحور رؤوس الروم فيهن سجدا | … |
سوابح بالنصر العزيز سوانح | وهن لأبواب الفتوح فواتح |
تقود إليك النصر والله مانح | فما زلت باب الخير والله فاتح |
وما تم شيء قد عدا بعدما بدا | … |
رياح لها مثنى البروق أعنة | ظباء فإن جن الظلام فجنة |
تقيها من البدر المتمم جنة | وتشرع من زهر النجوم أسنة |
فتقذف شهب الرجم في أثغر العدا | … |
فأشهب من نسل الوجيه إذا انتمى | جرى فشأى شهب الكواكب في السما |
وخلف منها في المقلد أنجما | تردى جمالا بالصباح وربما |
يقول له الإصباح نفسي لك الفدا | … |
وأحمر قد أذكى به البأس جمرة | وقد سلب الياقوت والورد حمرة |
أدار به ساق من الحرب خمرة | وأبدى حبابا فوقها الحسن غرة |
يزيد بها خدا أسيلا موردا | … |
وأشقر مهما شعشع الركض برقه | أعار جواد البرق في الأفق سبقه |
بدا شفقا قد جلل الحسن أفقه | الم تر أن الله أبدع خلقه |
فسال على أعطافه الحسن عسجدا | … |
وأصفر قد ود الأصيل جماله | وقد قد من برد العشي جلاله |
إذا اسرجوا جنح الظلام ذباله | فغرته شمس تضيء مجاله |
وفي ذيله ذيل الظلام قد ارتدى | … |
وأدهم في مسح الدجى متجرد | يجيش بها بحر من الليل مزبد |
وغرته نجم به تتوقد | له البدر سرج والنجوم مقلد |
وفي فلق الصبح المبين تقيدا | … |
وأبيض كالقرطاس لاح صباحه | على الحسن مغداه وفيه مراحه |
وللظبيات الآنسات مراحه | تراه كنشوان أمالته راحه |
وتحسبه وسط الجمال معربدا | … |
وذاهبة في الجو ملء عنانها | وقد لفعتها السحب برد عنانها |
يفوت ارتداء الطرف لمح عيانها | وختمت الجوزاء سبط بنانها |
وصاغت لها حلي النجوم مقيدا | … |
أراها عمود الصبح علو المصاعد | وأوهمها قرب المدى المتباعد |
ففاتته سبقا في مجال الرواعد | وأتحفت الكف الخضيب بساعد |
فطوقت الزهر النجوم بها يدا | … |
وقد قذفتها للعصي حواصب | قد انتشرت في الجو منها ذوائب |
تزاور منها في الفضاء حبائب | فبينهما من قبل ذاك مناسب |
لأنهما في الروض قبل تولدا | … |
بنات لأم قد حبين لروحها | دعاها الهوى من بعد كتم لبوحها |
فأقلامها تهوي لخط بلوحها | فبالأمس كانت بعض أغصان دوحها |
فعادت إليها اليوم من بعد عودا | … |
ويا رب حصن في ذراها قد اعتلى | أنارت بروج الأفق في مظهر العلا |
بروج قصور شدتها متطولا | فأنشأت برجا صاعدا متنزلا |
يكون رسولا بينها مترددا | … |
وهل هي إلا هالة حول بدرها | يصوغ لها حليا يليق بنحرها |
تطور أنواعا تشيد بفخرها | فحجل برجليها وشاح بخصرها |
وتاج بأعلى راسها قد تنضدا | … |
أراد استراق السمع وهو ممنع | فقام بأذيال الدجى يتلفع |
واصغى لأخبار السما يتسمع | فأتبعه منها ذوابل شرع |
لتقذفه بالرعب مثنى وموحدا | … |
وما هو إلا قائم مد كفه | ليسأل من رب السموات لطفه |
لمولى تولاه وأحكم رصفه | وكلف أرباب البلاغة وصفه |
وأكرم منه القانت المتهجدا | … |
ملاقي ركب من وفود النواسم | مقبل ثغر للبروق البواسم |
مختم كف بالنجوم العواثم | مبلغ قصد من حضور المواسم |
تجدده مهما صنيع تجددا | … |
ومضطرب في الجو أثبت قامة | تقدم يمشي في الهواء كرامة |
تطلع في عصن الرشاء كمامة | وتحسبه تحت الغمام غمامة |
يسيل على أعطافها عرق الندى | … |
هوى واستوى في حالة وتقلبا | كخاطف برق قد تألق خلبا |
وتحسبه قد دار في الأفق كوكبا | ومهما مشى واستوقف العقل معجبا |
تقلب فيه العين لحظا مرددا | … |
لقد رام يرقى للسماء بسلم | فيمشى على خط به متوهم |
أجل في الذي يبديه فكر توسم | ترى طائرا قد حل صورة آدمي |
وجنا بمهواة الفضاء تمردا | … |
ومنتسب للخال سموه ملجما | له حكمات حكمها فاه ألجما |
تخالف جنسا والداه إذا انتمى | كما جنسه أيضا تخالف عنهما |
عجبت له إذا لم لم يلد وتولدا | … |
ثلاثتها في الذكر جاءت مبينة | من اللاء سماها لنا الله زينة |
وأنزل فيها آية مستبينة | وأودع فيها للجهول سكينة |
وآلاءه فيها على الخلق بددا | … |
كسوه من الوشي اليماني هودجا | يمد على ما فوقه الظل سجسجا |
وكم صورة تجلى به تبهر الحجى | وجزل وقود ناره تصدع الدجى |
وقلب حسود غاظ مذكيه موقدا | … |
وما هي إلا مظهر لجهاده | أرتنابها الأفراح فضل اجتهاده |
ملاعبها هزت قدود صعاده | وأذكرت الأبطال يوم طراده |
فما ارتبت فيه اليوم صدقته غدا | … |
الا جدد الرحمن صنعا حضرته | ودوح الأماني في ذراه هصرته |
بقصر طويل الوصف فيه أختصرته | يقيد طرف الطرف مهما نظرته |
ومن وجد الاحسان قيدا تقيدا | … |
دعوت له الأشراف من كل بلدة | فجاءوا بآمال لهم مستجدة |
وخصوا بألطاف لديه معدة | أياد بفياض الندى مستمدة |
فكلهم من فضله قد تزودا | … |
وجاءتك من آل النبي عصابة | لها في مرامي المكرمات إصابة أحبتك حبا ليس فيه استرابة ولبت دواعي الفوز منها إجابة |
وناداهم التخصيص فابتدروا الندا | … |
أجازوا إليك البحر والبحر يزخر | لبحر سماح مده ليس يجزر |
فرواهم من عذب جودك كوثر | وواليت من نعماك ما ليس يحصر |
وعظمتهم ترجو النبي محمدا | … |
عليه صلاة الله ثم سلامه | به طاب من هذا النظام اختتامه |
وجاء بحمد الله حلوا كلامه | يعز على أهل البيان مرامه |
وتمسي له زهر الكواكب حسدا | … |
ابث به حادي الركاب مشرقا | حديث جهاد للنفوس مشوقا |
رميت به من بالعراق مفوقا | وأرسلت منه بالبديع مطوقا |
حماما على دوح الثناء مغردا | … |
ركضت به خيل البيان إلى مدى | فأحرزت فضل السبق في حلبة الهدى |
ونظمت من نظم الدراري مقلدا | وطوقت جيد الفخر عقدا منضدا |
وقمت به بين السماطين منشدا | … |
نسقت من الاحسان فيه فرائدا | وأرسلت في روض المحاسن رائدا |
وقلدت عطف الملك منه قلائدا | تعودت فيه للقبول عوائدا |
فلا زلت للفعل الجميل معودا | … |
ولا زلت للصنع الجميل مجددا | ولا زلت للفخر العظيم مخلدا |
وعمرت عمرا لا يزال مجددا | وعمرت بالأبناء أوحدا أوحدا |
وقرت بهم عيناك ما سائق حدا | … |