سل الأفق بالزهر الكواكب حاليا
سل الأفق بالزهر الكواكب حاليا | فإني قد أودعته شرح حاليا |
وحملت معتل النسيم أمانة | قطعت بها عمر الزمان أمانيا |
فيا من رأى الأرواح وهي ضعيفة | أحملها ما يستخف الرواسيا |
وساوس كم جدت وجد بي الهوى | فعدبه القلب المقلب هازيا |
ومن يطع الألحاظ في شرعة الهوى | فلا بد أن يعصي نصيحا ولا حيا |
عدلت بقلبي عن ولا ية حكمه | غداة ارتضى من جائر اللحظ واليا |
وما الحب إلا نظرة تبعث الهوى | وتعقب ما يعيي الطبيب المداويا |
فيا عجبا للعين تمشي طليقة | ويصبح من جرائها القلب عانيا |
الا في سبيل الله نفس نفيسة | يرخص منها الحب ما كان غاليا |
ويا رب عهد للشباب قضيته | وأحسنت من دين الوصال التقاضيا |
خلوت بمن أهواه من غير رقبة | ولكن عفافي لم أكن عنه خاليا |
يوم بمستن الظباء شهدته | أجد وصالا باليا فيه باليا |
وجرد من غمد الغمامة صارما | من البرق مصقول الصفيح يمانيا |
تبسم فاستبكى جفوني غمرة | ملأت بدر الدمع فيها ردائيا |
وأذكرني ثغرا ظمئت لورده | ولا والهوى العذري ما كنت ناسيا |
وراح خفوق القلب مثلي كأنما | ببرق الحمى من لوعة الحب ما بيا |
وليلة بات البدر فيها مضاجعي | وباتت عيون الشهب نحوي روانيا |
كرعت بها بين العذيب وبارق | بمورد ثغربات بالدر حاليا |
رشفت به شهد الرضاب سلافة | وقبلت في ماء النعيم الاقاحيا |
فيا برد ذاك الثغر رويت غلتي | ويا حر أنفاسي أذيت فؤاديا |
وروضة حسن للشباب نضيرة | هصرت بغصن البان فيها المجانيا |
وبت أسقي وردة الخد أدمعي | فأصبح فيها نرجس اللحظ ذاويا |
ومالت بقلبي مائلات قدودها | فما للقدود المائلات وماليا |
جزى الله ذاك العهد عودا فطالما | أعاد على ربعي الظباء الجوازيا |
وقل لليال في الشباب نعمتها | وقضيتها أنسا سقيت لياليا |
ويا واديا رفت علي ظلاله | ونحن ندير الوصل قدست واديا |
رمتني عيون السرب فيه وإنما | رمين بقلبي في الغرام المراميا |
فلولا اعتصامي بالأمير محمد | لما كنت من فتك اللواحظ ناجيا |
فقل للذي يبني على الحسن شعره | عليه مع الإحسان لا زلت بانيا |
فكم من شكاة في الهوى قد رفأتها | ورفعتها بالمدح إذ جاء تاليا |
وكم ليلة في مدحه قد سهرتها | اباهي بدر النظم فيه الدراريا |
ولاح عمود الصبح مثل انتسابه | رفعت عليه للمديح المبانيا |
إمام افاد المكرمات زمانه | وشاد له فوق النجوم المعاليا |
وجاوز قدر البدر نورا ورفعة | ولم يرض إلا بالكمال مواليا |
هو الشمس بثت في البسيطة نفعها | وأنوارها أهدت قريبا وقاصيا |
هو البحر بالإحسان يزخر موجه | ولكنه عذب لمن جاء عافيا |
هو الغيث مهما يمسك الغيث سحبه | يرو بسحب الجود من كان صاديا |
شمائل لو أن الرياض بحسنها | لما صار فيها زهرها الغض ذاويا |
فيا ابن الملوك الصيد من آل خزرج | وذا نسب كالصبح عز مساميا |
ألست الذي ترجو العفاة نواله | فتخجل جدواه السحاب الغواديا |
ألست الذي تخشى البغاة صياله | فتوجل علياه الصعاب العواديا |
وهديك مهما ضلت الشهب قصدها | تولته في جنح الدجنة هاديا |
وعزمك أمضى من حسامك في الوغى وإن كان مصقول الغرارين ماضيا | … |
فكم قادح في الدين يكفر ربه | قدحت له زند الحفيظة واريا |
وما راعه إلا حسام وعزمة | يضيئان في ليل الخطوب الدواجيا |
فلولاك يا شمس الخلافة لم يبن | سبيل جهاد كان من قبل خافيا |
ولولاك لم ترفع سماء عجاجة | تلوح بها بيض النصول دراريا ولولاك لم تنهل غصون من القنا وكانت إلى ورد الدماء صواديا |
فأثمر فيها النصل نصرا مؤزرا | وأجنى قطاف الفتح غضا ودانيا |
ومهما غدا سفاح سيفك عاريا يغادر وجه الأرض بالدم كاسيا | … |
قضى الله من فوق السموات أنه على من أبى الإسلام في الأرض قاضيا | … |
فكم معقل للكفر صبحت أهله | بجيش أعاد الصبح أظلم داجيا |
رقيت إليه والسيوف مشيحة | وقد بلغت فيه النفوس التراقيا |
ففتحت مرقاه الممنع عنوة | وبات به التوحيد يعلو مناديا |
وناقوسه بالقسر أمسى معطلا | ومنبره بالذكر اصبح حاليا |
عجائب لم تخطر ببال وإنما | ظفرنا بها عن همة هي ماهيا |
فمنك استفاد الدهر كل عجيبة | يباهي بها الاملاك أخرى لياليا |
وعنك يروي الناس كل غريبة | تخط على صفح الزمان الأماليا |
ولله مبناك الجميل فإنه | يفوق على حكم السعود المبانيا |
فكم فيه للابصار من متنزه | تجد به نفس الحليم الامانيا |
وتهوى النجوم الزهر لو ثبتت به | ولم تلك في أفق السماء جواريا |
ولو مثلت في سابقيه لسابقت إلى | خدمة ترضيك منها الجواريا |
به البهو قد حاز البهاء وقد غدا | به القصر آفاق السماء مباهيا |
وكم حلة جللته بحليها | من الوشي تنسي السابري اليمانيا |
وكم من قسي في ذراه ترفعت | على عمد بالنور باتت حواليا |
فتحسبها الأفلاك دارت قسيها | تظل عمود الصبح إذ بات باديا |
سواري قد جاءت بكل غريبة | فطارت بها الامثال تجري سواريا |
به المرمر المجلو قد شف نوره | فيجلو من الظلماء ما كان داجيا |
إذا ما اضاءت بالشعاع تخالها | على عظم الاجرام منها لآليا |
به البحر دفاع العباب تخاله | إذا ما انبرى وفد النسيم مباريا |
إذا ما جلت أيدي الصبا متن صفحة | أرتنا دروعا أكسبتنا الاياديا |
وراقصة في البحر طوع عنانها | تراجع الحان القيان الأغانيا |
إذا ما علت في الجو ثم تحدرت | تحلي بمرفض الجمان النواحيا |
بذوب لجين سال بين جواهر | غدا مثلها في الحسن ابيض صافيا |
تشابه جار للعيون بجامد | فلم ادر ايا منهما كان جاريا |
فإن شئت تشبيها له عن حقيقة | تصيب بها المرمى وبوركت راميا |
فقل أرقصت منها البحيرة متنها | كما يرقص المولود من كان لاهيا |
أرتنا طباع الجود وهي وليدة | لم ترض في الإحسان الا تغاليا |
سقت ثغر زهر الروض عذب برودها | وقامت لكي تهدي إلى الدهر ساقيا |
كأن قد رأت نهر المجرة ناضبا | فرامت بأن تجري إليه السواقيا |
وقامت بنات الدوح فيه مواثلا | فرادى ويتلو بعضهن مثانيا |
رواضع في حجر الغرام ترعرعت | وشبت فشبت حبها في فؤاديا |
بها كل ملتف الغدائر مسبل | تجيل به أيدي النسيم مداريا |
وأشرف جيد الغصن فيها معطلا | فقلدت النوار منه التراقيا |
إذا ما تحلت در زهر غروسه | يبيت لها النمام بالطيب واشيا |
مصارفة النقدين فيها بمثلها | أجاز بها قاضي الجمال التقاضيا |
فإن ملأت كف النسيم بمثلها | دراهم نور ظل عنها مكافيا |
فيملأ حجر الروض حول غصونها | دنانير شمس تترك الروض حاليا |
تغرد في أفنانها الطير كلما | تجس به ايدي القيان الملاهيا |
تراجعها سجعا فتحسب أنها | بأصواتها تملي عليها الأغانيا |
فلم ندر روضا منه أنعم نضرة | وأعطر ارجاء وأحلى مجانيا |
ولم نر قصرا منه أعلى مظاهرا | وأرفع آفاقا وأفسح ناديا |
معاني من نفس الكمال انتقيتها | وزينت منها بالجمال المغانيا |
وفاتحت مبناه بعيد شرعته | تبث به في الخافقين التهانيا |
ولما دعوت الناس نحو صنيعه | أجابوا لهم من جانب الغور داعيا |
وأموه من أقصى البلاد تقربا | وما زال منك السعد يدني الاقاصيا |
واذكرت يوم العرض جودا ومنعة | بموقف عرض كنت فيه المجازيا |
جزيت به كلا على حال سعيه | فما غرست يمناه أصبح جانيا |
وأطلعت من جزل الوقود هوادجا | تذكر يوم النفر من كان ساهيا |
وحين غدا يذكى ببابك للقرى | فلا غرو أن أجريت فيه المذاكيا |
وطامحة في الجو غير مطالة | يرد مداها الطرف أحسر عانيا |
تمد لها الجوزاء كف مصافح | ويدنو لها بدر السماء مناجيا |
ولا عجب أن فاتت الشهب بالعلا | وأن جاوزت منها المدى المتناهيا |
فبين يدي مثواك قامت لخدمة | ومن خدم الأعلى استفاد المعاليا |
وشاهد ذا أني ببابك واقف | وقد حسدت زهر النجوم مكانيا |
وقد ارضعت ثدي الغمائم قبلها | بحجر رياض كن فيه نواشيا |
فلما أبينت عن قرارة اصلها | أرادت إلى مرقى الغمام تعاليا |
وعدت لقاء السحب عيدا وموسما | لذاك اغتدت بالزمر تلهي الغواديا |
فأضحكت البرق الطروب خلالها | وباتت لأكواس الدراري معاطيا |
رأت نفسها طالت فظنت بأنها تفوت على رغم اللحاق المراميا | … |
فخفت إليها الذابلات كأنها | طيور إلى وكر أطلن تهاويا |
حكت شبها للنحل والنحل حوله | عصي إلى مثواه تهوي عواليا |
فمن مثبت منها الرمية مدرك | ومن طائر في الجو حلق وانيا |
وحصن منيع في ذراها قد ارتقى | فأبعد في الجو الفضاء المراقيا |
كأن بروق الجو غارت وقد أرت | بروج قصور شدتهن سواميا |
فأنشأت برجا صاعدا متنزلا | يكون رسولا بينهن مداريا |
تطور حالات أتى في ضروبها | بأنواع حلي تستفز الغوانيا |
فحجل برجليها وشاح بخصرها | وتاج إذا ما حل منها الأعاليا |
وما هو إلا طير سعد بذروة | غدا زاجرا من اشهب الصبح بازيا |
أمولاي يا فخر الملوك ومن به | سيبلغ دين الله ما كان راجيا |
بنوك على حكم السعادة خمسة | وذا عدد للعين ما زال واقيا |
تبيت لهم كف الثريا معيذة | ويصبح معتل النواسم راقيا |
أسام عليها للسعادة ميسم | ترى العز فيها مستكنا وباديا |
جعلت أبا الحجاج فاتح طرسهم | وقد عرفت منك الفتوح التواليا |
وحسبك سعد ثم نصر يليهم | محمد الأرضى فما زلت راضيا |
أقمت به من فطرة الدين سنة | وجددت في رسم الهداية عافيا |
وجاءوا به ملء العيون وسامة | يقبل وجه الارض أزهر باهيا |
فيا عاذرا ما كان أجرأ مثله | فمثلك لا يدمي الأسود الضواريا |
وجاءتك من مصر التحايا كرائما | فما فتقت ايدي التجار الغواليا |
ووافتك من أرض الحجاز تميمة | تتمم صنع الله لا زال باديا |
وناداك بالتحويل سلطان طيبة | فيا طيب ما اهدى إليك مناديا |
وقام وقد وافى ضريح محمد | لسلطانك الأعلى هنالك داعيا |
سريرتك الرحمى جزاك بسعيها | إله يوفي بالجزاء المساعيا |
فوالله لولا سنة نبوية | عهدناه مهديا إليها وهاديا |
وعذر من الاعذار قرر حكمه | من الشرع اخبار رفعن عواليا |
لراعت بها للحرب أهوال موقف | تشيب بمبيض النصول العواليا |
لك الحمد فيه من صنيع تعده | فثالثه في الفخر عزز ثانيا |
تشد له الجوزاء عقد نطاقها | لتخدم فيه كي تنال المعاليا |
وهنيت بالأمداح فيه وقد غدا | وجودك فيه بالاجادة وافيا |
ودونك من بحر البيان جواهرا | كرمن فما يشرين إلا غواليا |
وطاردت فيها وصف كل غريبة | فأعجزت من يأتي ومن كان ماضيا |
فيا وارث الانصار لاعن كلالة | تراث جلال يستخف الرواسيا |
بأمداحه جاء الكتاب مفصلا | يرتله في الذكر من كان تاليا |
لقد عرف الإسلام مما أفدته | مكارم أنصارية واياديا |
عليك سلام الله فاسلم مخلدا | تجدد أعيادا وتبلي أعاديا |