رضيت بما تقضي علي وتحكم
رضيت بما تقضي علي وتحكم | أهان فأقصى أم أعز فأكرم |
إذا كان قلبي في يديك قياده | فمالي عليه في الهوى أتحكم |
على أن روحي في يديك بقاؤها | بوصلك تحيي أو بهجرك تعدم |
وأنت إلى المشتاق نار وجنة | ببعدك يشقى أو بقربك ينعم |
ولي كبد تندى إذا ما ذكرتم | وقلب بنيران الهوى يتضرم |
ولو كان ما بي منك بالبرق ما سرى | ولا استصحب الأنواء تبكي وتبسم |
اراعي نجوم الافق في الليل ما دجا | وأقرب من عيني للنوم أنجم |
وما زلت أخفي الحب عن كل عاذل | وتبدي دموع الصب ما هو يكتم |
كساني الهوى ثوب السقام وإنه | متى صح حب المرء لا شيء يسقم |
فيا من له الفعل الجميل سجية | ومن جود يمناه الهوى يتعلم |
وعنه يروي الناس كل غريبة | تخط علي صفح الزمان وترسم |
إذا أنت لم ترحم خضوعي في الهوى | فمن ذا الذي يحنو علي ويرحم |
ووالله ما في الحي حي ولم ينل | رضاك وعمته أياد وأنعم |
ومن قبل ما طوقتني كل نعمة | كأني وإياها سوار ومعصم |
وفتحت لي باب القبول مع الرضا | فما بال ذاك الباب عني مبهم |
ولو كان لي نفس تخونك في الهوى | لفارقتها طوعا وما كنت أندم |
وأترك أهلي في رضاك إلى الأسى | واسلم نفسي في يديك واسلم |
أما والذي أشقى فؤادي وقادني | وإن كان في تلك الشقاوة ينعم |
لأنت منى قلبي ونزهة خاطري | ومورد آمالي وإن كنت أحرم |