وكم من لواء في الفتوح نشرته
وكم من لواء في الفتوح نشرته | وللرعب جيش دونه يتقدم |
فقل لملوك الأرض دونكم فقد | أعلم ما لا زال بالنصر يعلم |
تسامت به للنصر أشرف ذمة | لها من رسول الله عهد مكرم |
وكم من جهاد قد أقمت فروضه | يزار به البيت العتيق وزمزم |
وكم عزمة جردت منها إلى العدا | حساما به داء الضلالة يحسم |
وكم بيت مال في الجهاد بذلته | وأقرضت منه الله ما الله يعلم |
وكم ليلة قد جئت فيها بليلة | من النقع فيها للأسنة أنجم |
سهرت بها والله يكتب أجرها | تؤمن فيها الخلق والخلق نوم |
وفوقك من سعد لواء مشهر | ودونك من عزم حسام مصمم |
إذا أنت جهزت الجياد لغارة | فإن صباح الحي أغبر أقتم |
فمن أشهب مهما يكر رأيته | صباحا بليل النقع لا يتكتم |
وأحمر قد أذكى به البأس جذوة | إذا ابتل عطفا في الوغى يتضرم |
وأشقر أعدى البرق لونا وسرعة | ولكن له دون البروق التقدم |
واصفر في لون العشي وذيله | ولون الذي بعد العشية يعلم |
وأدهم مثل الليل والبدر غرة | وبالشهب في حلي المقلد ملجم |
واشهب كالقرطاس قد خط صفحه | كتاب من النصر المؤزر محكم |
ورب جلاد في جدال سطرته | يراع القنا فيه تخط وترسم |
وقام خطيب السيف فوق رؤوسهم | فأعجب منه أعجم يتكلم |
فكم من رؤوس عن جسوم أزالها | فأثكل منها كل باغ يجسم |
وزرق عيون للأسنة قد بكت | ولا دمع إلا ما أسيل به الدم |
ونهر حسام كلما أغرق العدا | تلقتهم منه سريعا جهنم |
فأصليت عباد المسيح من الوغى | سعيرا به يرضى المسيح ومريم |
أبر من التثليث بالله وحده | فمن يعتصم بالله فالله يعصم |
ونبه سيوفا ماضيات على العدا | وخل جفون المرهفات تهوم |
ولله من شهر الصيام مودع | على كل محتوم السعادة يكرم |
تنزل فيه الذكر من عند ربنا | فيبدأ بالذكر الجميل ويختم |
ولله فيه من ليال منيرة | اضاء بنور الوحي منهن مظلم |
وصابت سحاب الدمع يمحى بمائها | من الصحف أوزار تخط ومأثم |
ولله فيه ليلة القدر قد غدت | على الف شهر في الثواب تقدم |
تبيت بها حتى الصباح بإذنه | ملائكة السبع الطباق تسلم |
وبشرى بعيد الفطر ايمن قادم | عليك بمجموع البشائر يقدم |
جعلت قراه سنة نبوية | لها في شعار الدين قدر معظم |
وفي دعوات للإله رفعتها | تسدد منها للإجابة اسهم |
وفي كل يمن من محياك قرة | وفي كل كف من نوالك أنعم |
إذا أنت لم تفخر بما أنت أهله | فلا ابصر المصباح من يتوسم |
فما مهد الإسلام غير خليفة | على عطفه در المحامد ينظم |
ولسن بيوتا بل قصورا مشيدة | تطل على أوج العلا وتخيم |
وما ضرها أن قد تأخر عهدها | إذا طال مبناها الذين تقدموا |
وإذ أنت مولاها وعامر ربعها | فكل فخار تدعيه مسلم |
أنا العبد قد أسكنته جنة الرضا | فلا زلت فيها خالدا تتنعم |
ولا زلت في الأعياد ساجع روضها | إذا احتفلت أشرافها أترنم |
بقيت متى يبل الزمان تجده | وفي كل يوم منك عيد وموسم |
ودمت لألف مثله في سعادة | يذل بها باغ ويعتز مسلم |
ولما رأيت الفخر جهد مقصر | وأنك أعلى من مديحي وأعظم |
ختمت ثنائي بالدعاء وها أنا | أقلب في كف الندى وأسلم |