ما للحمول تحن للأطلال
ما للحمول تحن للأطلال | ويشوقها ذكر الزمان الخالي |
يثني أزمة هيمها شوق إلى | ظل الأراك وأزرق سلسال |
ذكرت بها الحي الجميع كعهدها | والربع منها أخضر السربال |
والدار حالية المعاطف والربا | ومرادها بالروضة المخضال |
أيان ما لعبت بها أيدي النوى | وتراهنت في الحل والترحال |
وجرت بسدتها الحداة كأنها | قطع السفائن خضن بحر ليال |
دعني أطارحها الحنين فإنني | لا أنثني لمقالة العذال |
وهي المنازل أشبهت سكانها | أعمارها تفضي إلى الآجال |
بليت محاسنها وخف أنيسها | والشوق والتذكار ليس ببالي |
ولقد أقول وما يعنف ذو الهوى | ذهب الغرام بحيلة المحتال |
أحشى تذوب صبابة ومدامع | تغري جفون المزن باستهلال |
ووراء مطلع الخدور جآذر | تجلى شموسا في غمام حجال |
يا ساكني نجد وما نجد سوى | نادي الهدى ومخيم الآمال |
ما للظباء الآنسات بربعكم | عطلا وهن من الجمال خوالي |
أو للرياح تهب وهي بليلة | فتهيج من وجدي ومن بلبالي |
هي شيمة عذرية عودتها | قلبا شعاعا ما يرى بالسالي |
يا بنت من غمر العفاة نواله | هلا سمحت ولو بطيف خيال |
فلكم بعثت مع النسيم تحيتي | عودت ساري البرق من أرسالي |
بالله يا ريح النعامى جرري | فوق الخزامى عاطر الاذيال |
وإذا مررت على الكثيب برامة | صافح محيا الروضة المخضال |
فيها المعاهد قد طلعن بأفقها | زمنا ولم أجنح لوقت زوال |
أمذكري عهد الشبيبة جاده | صوب العهاد بواكف هطال |
عاطيتني عنه الحديث كأنما | عاطيتني منه ابنه الجريال |
هذا على أني نزعت عن الصبا | وصرمت من حب الحسان حبالي |
حسبي وقارا في الندي إذا احتبى | وتجادلوا في الفخر كل مجال |
أني ألوذ بدولة نصرية | حليت محاسنها بكل كمال |
حيث الوجوه صبيحة والمكرما | ت صريحة والعز غير مزال |
حيث المكارم سنها أعلامها | من كل فياض الندى مفضال |
بيض الأيادي والوجوه أعزة | قد شيدوا العليا بسمر عوالي |
هم آل نصر ناصرو دين الهدى | والمصطفون لخيرة الأرسال |
ما شئت من مجد قديم شاده | أبناء قيلة أشرف الأقيال |
ما منهم إلا أغر محجل | يلقى العظائم وهو غير مبال |
متبسم واليوم أكلح عابس | والحرب تدعو بالكماة نزال |
قد عودوا النصر العزيز وخولوا | الفتح المبين بملتقى الابطال |
بذلوا لدى الهيجا كرائم أنفس | قد أرخصت في الله خير منال |
اصبحت وارث مجدهم وفخارهم | ومشرف الأمصار والأبطال |
وطلعت في أفق الخلافة نيرا | تجلو ظلام الظلم والإضلال |
فقت الملوك جلالة وبسالة | وشأوتهم في الحلم والإجمال |
أعدت محاسنك المحاسن كلها | فجمالها يزري بكل جمال |
فالشمس تأخذ عن جبينك نورها | والروض ينفح عن كريم خلال |
والريح تحمل عن ثنائك طيبها | في ملتقاها من صبا وشمال |
والغيث إلا من نداك مبخل | فالغيث يقلع والندى متوال |
تعطي الذي لا فوقه لمؤمل | وتجود بالإحسان قبل سؤال |
طاولت علوي النجوم بهمة | لا فاقدا عزما ولا مكسال |
وبلغت من رتب السعادة مبلغا | أبعدت فيه مرتقاك العالي |
وقياس سعدك في مرامك كله | يقضي مقدمة بصدق التالي |
لمن الجياد الصافنات كأنها | في الورد أسراب القطا الأرسال |
من كل ملموم القوى عبل الشوى | مرخي العنان محفز جوال |
لمن القباب الحمر تشرع للندى | فتفيض للعافين فيض سجال |
لمن الخيام البيض تحسب أنها | زهر الكواكب أطلعت بحلال |
منداحة الأرجاء عالية الذرى | فكأنها في الوهد شم جبال |
هو مظهر الملك العلي ومطلع النور | الجلي بمرقب متعال |
آثار مولانا الإمام محمد | بدر الهدى لا زال حلف كمال |
لله وجهتك التي نلنا بها | أجر الجهاد وبغية الآمال |
ما شئت من حسن يفوق كماله | ويروق منظره الجميل الحالي |
كم من عجائب جمة أظهرتها | ما كان يخطر وصفهن ببال |
أمت وفود الناس منك مملكا | قد خص بالتعظيم والإجلال |
جاءوا مواقيت اللقاء كأنهم | وفد الحجيج برامة وألال |
لله عينا من رأى ملك العلا | حف الوقار جماله بجلال |
في موكب لبسوا الخلوص شعاره | وتميزوا منه بزي جمال |
بلغوا به العدد الكثير وكلهم | أرضاهم إحسانك المتوالي |
يهني المرية نعمة سوغتها | جادت بها الأيام بعد مطال |
قدست واديها وزرت خلالها | فلها الفخار بها على الآصال |
وكسوتها برد الشباب مفوقا | وشفيت ما تشكو من الأوجال |
مولاي لا أحصي ثناءك إنه | أربى على التفصيل والإجمال |
أعليت في أفق العناية مظهري | وخصصته بعوارف الإفضال |
ظفرت يداي بكل ما أملته | في النفس أو في الجاه أو في المال |
لم تبق لي أملا وما بلغته | بلغت ما ترجو من الآمال |