طلع الهلال وأفقه متهلل
طلع الهلال وأفقه متهلل | فمكبر لطلوعه ومهلل |
أوفى على وجه الصباح بغرة | فغدا الصباح بنوره يتجمل |
شمس الخلافة قد أمدت نوره | وبسعدها يرجو التمام ويكمل |
لله منه هلال سعد طالع | لضيائه تعشو البدور الكمل |
وألحت يا شمس الهداية كوكبا | يعشي سناه كل من يتأمل |
والتاج تاج البدر في أفق العلا | ما زال بالزهر النجوم يكلل |
ولئن حوى كل الجمال فإنه | بالشهب أبهى ما يكون وأجمل |
أطلعت يا بدر السماح هلاله | والملك أفق والخلافة منزل |
يبدو بهالات السروج وإنه | من نور وجهك في العلا يستكمل |
قلدت عطف الملك منه صارما | بغنائه ومضائه يتمثل |
حليته بحلى الكمال وجوهر الخلق | النفيس وكل خلق يجمل |
يغزو أمامك والسعود أمامه | وملائك السبع العلا تتنزل |
من مبلغ الأنصار منه بشارة | غر البشائر بعدها تسترسل |
أحيا جهادهم وجدد فخرهم | بعد المئين فملكهم يتأثل |
فيه إلى الأجر الجزيل توصلوا | وبهم إلى رب السما يتوسل |
من مبلغ الأذواء من يمن وهم | قد توجوا وتملكوا وتقيلوا |
أن الخلافة في بينهم أطلعت | قمرا به سعد الخليقة يكمل |
من مبلغ قحطان آساد الشرى | ما غابها إلا الوشيح الذبل |
أن الخلافة في بينهم أطلعت | قمرا به سعد الخليفة يكمل |
من مبلغ قحطان آساد الشرى | ما غابها إلا الوشيح الذبل |
أن الخلافة في بنيهم أطلعت | قمرا به سعد الخليقة يكمل |
من مبلغ قحطان آساد الشرى | ما غابها إلا الوشيح الذبل |
أن الخلافة وهو شبل ليوثهم | قد حاط منها الدين ليث مشبل |
يهني بني الأنصار أن إمامهم | قد بلغته سعوده ما يأمل |
يهني البنود فإنها ستظله | وجناح جبريل الأمين يظلل |
يهني الجياد الصافنات فإنها | بفتوحه تحت الفوارس تهدل |
يهني المذاكي والعوالي والظبي | فيها إلى نيل المنى يتوصل يهني المعالي والمفاخر أنه في مرتقى أوج العلا يتوقل |
سبقت مقدمة الفتوح قدومه | وأتاك وهو الوادع المتمهل |
وبدت نجوم السعد قبل طلوعه | تجلو المطامع قبله وتؤثل |
وروت أحاديث الفتوح غرائبا | والنصر يملي والبشائر تنقل |
ألقت إليك به السعود زمامها | فالسعد يمضي ما تقول ويفعل |
فالفتح بين معجل ومؤجل | ينسيك ماضيه الذي يستقبل |
أوليس في شأن المشير دلالة | أن المقاصد من طلابك تكمل |
ناداهم داعي الضلال فاقبلوا | ودعاهم داعي المنون فجدلوا |
عصوا الرسول إباية وتحكمت | فيهم سيوفك بعدها فاستمثلوا |
كانوا جبالا قد علت هضباتها | نسفتهم ريح الجلاد فزلزلوا كانوا بحارا من حديد زاخر أذكتهم نار الوغى فتسيلوا |
ركبت أرجلها الأداهم كلما | يتحركون إلى قيام تصهل |
كان الحديد لباسهم وشعارهم | واليوم لم تلبسه إلا الأرجل |
الله أعطاك التي لا فوقها | فتحا به دين الهدى يتأثل |
جددت للأنصار حلي جهادها | فالدين والدنيا به تتجمل |
من يتحف البيت العتيق وزمزما | والوفد وفد الله فيه ينزل |
متسابقين إلى مثابة رحمة | من كل ما حدب إليه تنسل |
هيما كأفواج القطا قد ساقها | ظمأ شديد والمطاف المنهل |
من كل مرفوع الأكف ضراعة | والقلب يخفق والمدامع تهمل |
حتى إذا روت الحديث مسلسلا | بيض الصوارم والرماح العسل |
من فتحك الأسنى عن الجيش الذي | بثباته أهل الوغى تتمثل |
أهدتهم السراء نصرة دينهم | واستبشروا بحديثها وتهللوا |
وتناقلوا عنك الحديث مسرة | بسماعه واهتز ذاك المحفل |
ودعوا بنصرك وهو أعظم مفخرا | أن الحجيج بنصر ملكك يحفل |
فاهنأ بملكك واعتمد شكرا به | لطف الاله وصنعه تتخول |
شرفت منه باسم والدك الرضى | يحيا به منه الكريم المفضل |
أبديت من حسن الصنيع عجائبا | تروي على مر الزمان وتنقل |
خفقت به أعلامك الحمر التي | بخفوقها النصر العزيز موكل |
هدرت طبول العز تحت ظلالها | عنوان فتح إثرها يستعجل |
ودعوت اشراف البلاد وكلهم | يثنى الجميل وصنع جودك أجمل |
وردوا ورود الهيم أجهدها الظما | فصفا لهم من ورد كفك منهل |
وأثرت فيه للطراد فوارسا | مثل الشموس وجوههم تتهلل |
من كل وضاح الجبين كأنه | نجم وجنح النقع ليل مسبل |
يرد الطراد على أغر محجل | في سرجه بطل أغر محجل |
قد عودوا قنص الكماة كأنما | عقبانها ينقض منها أجدل |
يستتبعون هوادجا موشية | تنسي عقول الناظرين وتذهل |
وتضمن جزل الوقود حمولها | والنصر في التحقيق ما هي تحمل |
والعاديات إذا تلت فرسانها | آي القتال صفوفها تترتل |
لله خيلك إنها لسوابح | بحر القتام وموجه متهيل |
من كل برق بالثريا ملجم | بالبدر يسرج والأهلة ينعل |
أوفى بهاد كالظليم وخلفه | كفل كما ماج الكثيب الاهيل |
حتى البوارق غير أن جيادها | عن سبق خيلك يا مؤيد تنكل |
من اشهب كالصبح يعلو سرجه | صبح به نجم الضلالة يأفل |
أو أدهم كالليل قلد شهبه | خاض الصباح فأثبتته الأرجل |
أو أشقر سال النضار بعطفه وكساه صبغة بهجة لا تنصل | … |
أو أحمر كالجمر أضمر بأسه | بالركض في يوم الحفيظة يشعل |
كالخمر أترع كاسها لندامها | وبها حبابة غرة تتسيل |
أو اصفر لبس العشي ملاءة | وبذيله لليل ذيل مسبل |
أجملت في هذا الصنيع عوائدا الجود فيها مجمل ومفضل | … |
أنشأت فيها من نداك غمائما | بالفضل تنشأ والسماحة تهمل |
فجرت من كفيك عشرة أبحر | تزجي سحاب الجود وهي الأنمل |
من قاس كفك بالغمام فإنه | جهل القياس ومثلها لا يجهل |
تسخو الغمام ووجهها متجهم | والوجه منه مع الندى يتهلل |
والسحب تسمح بالمياه وجوده | ذهب به أهل الغنى تتمول |
من قاس بالشمس المنيرة وجهه | ألفيته في حكمه لا يعدل |
من أين للشمس المنيرة منطق | ببيانه در الكلام يفصل |
من أين للشمس المنيرة راحة | تسخو إذا بخل الزمان الممحل |
من قاس بالبدر المنير كماله | فالبدر ينقص والخليفة يكمل |
من أين للبدر المنير شمائل | تسري برياها الصبا والشمال |
من أين للبدر المنير مناقب | بجهادها تنضى المطي الذلل |
يا من إذا نفحت نواسم حمده | فالمسك يعبق طيبه والمندل |
يا من إذا لمحت محاسن وجهه | تعشو العيون ويبهر المتأمل |
يا من إذا تليت مفاخر قومه | آي الكتاب بذكرها تتنزل |
كفل الخلافة منك يا ملك العلا | والله جل جلاله لك أكفل |
مأمونها وأمينها ورشيدها | منصورها مهديها المتوكل |
حسب الخلافة أن تكون وليها | ومجيرها من كل من يتحيل |
حسب الزمان بأن تكون إمامه | فله بذلك عزة لا تهمل |
حسب الملوك بأن تكون عميدها | ترجو الندى من راحتيك وتأمل |
حسب المعالي أن تكون إمامها | فعليك أطناب المفاخر تسدل |
يا حجة الله التي برهانها | عز المحق به وذل المبطل |
أنت الإمام ابن الإمام ابن الإمام | ابن الإمام وفخرها لا يعدل |
علمت حتى لم تدع من جاهل | أعطيت حتى لم تدع من يسأل |
وعناية الله اشتملت رداءها وعلقت منها عروة لا تفصل | … |