وكأن النجوم في غسق الليل
وكأن النجوم في غسق الليل | جمان يلوح من آبنوس |
وكأن الصباح في الأفق يجلى | بحلي النجوم مثل العروس |
وكأن الرياض تهدي ثناء | للغني بالله فوق الطروس |
*** |
|
وقال أيضا وكتبها مع خمسة أقلام من الطويل |
|
. |
|
أيا مالكا لم يبد للعين حسنه | سوى ملك قد حل من عالم القدس |
لك الخير خذها كالأنامل خمسة | تعوذ مرآك المكمل بالخمس |
فمن أبصرت عيناك مرآه فليقل | أعوذ برب الناس أو آية الكرسي |
أدرها ثلاثا من لحاظك واحبس | فقد غال منها السكر ابناء مجلس |
إذا ما نهاني الشيب عن أكؤس الطلا | تدير علي الخمر منها بأكؤس |
عذيري من لحظ ضعيف وقد غدا | يحكم منافي جسوم وأنفس |
وروض شباب ماس غصن قوامه | وفتح فيه اللحظ أزهار نرجس |
وما زال ورد الخد وهو مضعف | يعير أقاح الثغر طيب تنفس |
وكم جال طرف الطرف في روض حسنه | يقيده فيه العذار بسندس |
أما وليالي الوصل في روضة الصبا | ومألف أحبابي وعهد تأنسي |
لئن نسيت تلك العهود أحبتي | فقلبي عهد العامرية ما نسي |
وحاشا لنفسي بعدما أفتر فودها | من الشيب عن صبح به متنفس |
وألبسها ثوب الوقار خليفة | به لبس الإسلام أشرف ملبس |
وجدد للفتح المبين مواسما | أقام بها الإيمان أفراح معرس |
وأورثه العلياء كل خليفة | نماه إلى الأنصار كل مقدس |
فيا زاجر الأظعان وهي ضوامر | بغير الفلا والوحش لم تتأنس |
إذا جئت من دار الغني بربه | مناخ العلا والعز فاعقل وعرس |
فإن شئت من بحر السماحة فاغترف | وإن شئت من نصر الهداية فاقبس |
أمولاي إن السعد منك لآية | أنارت بها الأكوان جذوة مقبس |
إذا شئت أن ترمي القصي من المنى | تدور لك الأفلاك مرفوعة القسي |
فترمي بسهم من سعودك صائب | سديد لأغراض الأماني مقرطس |
أهنيك بالإبلال ممن شفاؤه | شفاؤك فاشكر من تلافى وقدس |
ودعني أرد يمناك فهي غمامة | تبخل صوب العارض المتبجس |
أقبل منها راحة إثر راحة | أتتك بها الركبان من بيت مقدس |
ومن نسب الفتح المبين ولادة | إليه بغير الفخر لم يتأسس |
فيا أيها المولى الذي بكماله | خلائف هذا العصر في الفخر تأتسي |
لآمنت موسى من عوادي سميه | ولولاك لم يبرح بخيفة موجس |
بعثت بميمون النقيبة في اسمه | خلود لعز ثابت متأسس |
فجاءك بالمال العريض هدية | بها الدين أثواب المسرة يكتسي |
وشفعها بالصافنات كأنها | وقد راق مرآها جآذر مكنس |
تنص من الإشراف جيد غزالة | وترنو من الإيجاس عن لحظ أشوس |
لك الخير موسى مثل موسى كلاهما | بغير شعار الود لم يتلبس |
فلا زلت في ظل النعيم وكل من | يعاديك لا ينفك يشقى بأبؤس |
عليك سلام مثل حمدك عاطر | تنفس وجه الصبح عنه بمعطس |