لولا تألق بارق التذكار
لولا تألق بارق التذكار | ما صاب واكف دمعي المدرار |
لكنه مهما تعرض خافقا | قدحت يد الأشواق زند أواري |
وعلى المشوق إذا تذكر معهدا | أن يغري الأجفان باستعبار |
أمذكري غرناطة حلت بها | أيدي السحاب أزرة النوار |
كيف التخلص للحديث وبيننا | عرض الفلاة وطافح الزخار |
هذا على أن التغرب مركبي | وتولج الفيح الفساح شعاري |
فلكم أقمت غداة زمت عيسهم | أبغي القرار ولات حين قرار |
وطفقت أستقري المنازل بعدهم | يمحو البكاء مواقع الآثار |
إنا بني الآمال تخدعنا المنى | فنخادع الآمال بالتسيار |
نتجشم الأهوال في طلب العلا | ونروع سرب النوم بالأفكار |
لا يحرز المجد الخطير سوى امرئ | يمطي العزائم صهوة الأخطار |
إما يفاخر بالعتاد ففخره | بالمشرفية والقنا الخطار |
مستبصر مرمى العواقب واصل | في حمله الإيراد بالإصدار |
فاشد ما قاد الجهول إلى الردى | عمه البصائر لا عمى الأبصار |
ولرب مربد الجوانح مزبد | سبح الهلال بلجه الزخار |
فتقت كمائم جنحه عن أنجم | سفرت زواهرهن عن أزهار |
مثلت على شاطي المجرة نرجسا | تصطف منه على خليج جاري |
وكأنما خمس الثريا راحة | ذرعت مسير الليل بالأشبار |
أسرجت من عزمي مصابيحا بها | تهدي السراة لها من الأقطار |
وارتاع من بازي الصباح غرابه | لما أطل فطار كل مطار |