لك الله من فذ الجلالة أوحد
لك الله من فذ الجلالة أوحد | تطاوعه الآمال في النهي والأمر |
لك القلم الأعلى الذي طال فخره | على المرهفات البيض والأسل السمر |
تقلد أجياد الطروس تمائما | بصنفي لآل من نظام ومن نثر |
تهيبك القرطاس فاحمر إذ غدا | يقل بحورا من أناملك العشر |
كأن رياض الطرس خد مورد | يطرزه وشي العذار من الحبر |
فشارة هذا الملك رائقة الحلى | بألوية حمر وبالصحف الحمر |
فما روضة غناء عاهدها الحيا | تحوك بها وشي الربيع يد القطر |
تغني قيان الطير في جنباتها | فيرقص غصن البان في حلل خضر |
تمد لأكواس العرار أناملا | من السوسن الغض المختم بالتبر |
ويحرس خد الورد صارم نهرها | ويمنع ثغر النور بالذابل النضر |
يفاخر مرآها السماء محاسنا | وتزري نجوم الزهر منها على الزهر |
إذا مسحت كف الصبا جفن نورها | تنفس ثغر الزهر عن عنبر الشحر |
بأعطر من ريا ثنائك في السرى | وأبهر حسنا من شمائلك الغر |
عجبت له يحكي خلال خميلة | وتفرق منه الأسد في موقف الذعر |
إذا أضرمت من بأسها الحرب جاحما | تأجج منه العضب في لجة البحر |
وإن كلح الأبطال في حومة الوغى | ترقرق ماء البشر في صفحة البدر |
لك الحسب الوضاح والسؤدد الذي | يضيق نطاق الوصف فيه عن الحصر |
تشرف أفق أنت بدر كماله | فغرناطة تختال تيها على مصر |
تكلل تاج الملك منك محاسنا | وفاخرت الأملاك منك بنو نصر |
بعزمة مضمون السعادة أوحد | وغرة وضاح المكارم والنجر |
طوى الحيف منشور اللواء مؤيدا | فعز حمى الإسلام بالطي والنشر |
ومد ظلال الأمن إذ قصر العدا | فيتلى سناء الملك بالمد والقصر |
إذا احتفل الإيوان يوم مشورة | ومضطرب الآراء من كل ذي حجر |
صدعت بفصل القول غير منازع | وأطلعت آراء قبسن من الفجر |
فإن تظفر الخيل المغيرة بالضحى | فعن رأيك الميمون تظفر بالنصر |
فلا زلت للعلياء تحمي ذمارها | وتسحب أذيال الفخار على النسر |
وللعلم فخر الدين والفتك بالعدا | بأوت به يا ابن الخطيب على الفخر |
فيهنيك عيد الفطر من أنت عيده | ويثني بما أوليت من نعم غر |
جبرت مهيضا من جناحي ورشته | وسهلت لي من جانب الزمن الوعر |
وبوأتني من ذروة العز معتلى | وشرفتني من حيث أدري ولا أدري |
وسوغتني الآمال عذبا مسلسلا | واسميت من ذكري ورفعت من قدري |
فدهري عيد بالسرور وبالمنى | وكل ليالي العمر لي ليلة القدر |
فأصبحت مغبوطا على خير نعمة | يقل لأدناها الكثير من الشكر |