ذروني فإني بالعلاء خبير
ذروني فإني بالعلاء خبير | اسير فإن النيرات تسير |
فكم بت أطوي الليل في طلب العلا | كأني إلى نجم السماء سفير |
بعزم إذا ما الليل مد رواقه | يكر على ظلمائه فينير |
أخو كلف بالمجد لا يستفزه | مهاد إذا جن الظلام وثير |
إذا ما طوى يوما على السر كشحه | فليس له حتى الممات نشور |
وإني وإن كنت الممنع جاره | لتسبي فؤادي أعين وثغور |
وما تعتريني فترة في مدى العلا | إلى أن أرى لحظا عليه فتور |
وفي السرب من نجد تعلقت ظبية | تصول على ألبابنا وتغير |
وتمنع ميسور الكلام أخا الهدى | وتبخل حتى بالخيال يزور |
أسكان نجد جادها واكف الحيا | هواكم بقلبي منجد ومغير |
ويا ساكنا بالأجرع الفرد من منى | وأيسر حظ من رضاك كثير |
ذكرتك فوق البحر والبعد بيننا | فمدته من فيض الدموع بحور |
وأومض خفاق الذؤابة بارق | فطارت بقلبي أنة وزفير |
ويهفو فؤادي كلما هبت الصبا | أما لفؤادي في هواك نصير |
ووالله ما أدري أذكرك هزني | أم الكأس ما بين الخيام تدور |
فمن مبلغ عني النوى ما يسوءها | وللبين حكم يعتدى ويجور |
بأنا غدا أو بعده سوف نلتقي | ونمسي ومنا زائر ومزور |
إلى كم أرى أكني ووجدي مصرح | وأخفي اسم من أهواه وهو شهير |
أمنجد آمالي ومغلي كاسدي | ومصدر جاهي والحديث كثير |
أأنسى ولا أنسى مجالسك التي | بها تلتقيني نضرة وسرور |
نزورك في جنح الظلام وننثني | وبين يدينا من حديثك نور |
على أنني إن غبت عنك فلم تغب | لطائف لم يحجب لهن سفور |
نروح ونغدو كل يوم وعندها | رواح علينا دائم وبكور |
فظلك فوقي حيثما كنت وارف | ومورد آمالي لديك نمير |
وعذرا فإني إن أطلت فإنما | قصاراي من بعد البيان قصور |