والعود في كف النديم بسر ما
والعود في كف النديم بسر ما | تلقي لنا منه الأنامل قد جهر |
غنى عليه الطير وهو بدوحه | والآن غنى فوقه ظبي اغر |
عود ثوى حجر القضيب رعى له | أيام كانا في الرياض مع الشجر |
لاسيما لما رأى من ثغره | زهرا واين الزهر من تلك الدرر |
ويظن أن عذاره من آسه | ونظن تفاح الخدود من الثمر |
يسبي القلوب بلفظه وبلحظه | افتنتي بين التكلم والنظر |
قد قيدته لأنسنا أوتاره | كالظبي قيد في الكناس إذا نفر |
لم يبل قلبي قبل سمع غنائه | بمعذر سلب العقول وما اعتذر |
جس القلوب بجسه أوتاره | حتى كأن قلوبنا بين الوتر |
نمت لنا ألحانه بجميع ما | قد أودعت فيه القلوب من الفكر |
يا صامتا والعود تحت بنانه | يغنيك نطق الخبر فيه عن الخبر |
أغنى غناؤك عن مدامك يا ترى | هل من لحاظك أم بنانك ذا السكر |
باحت أناملك اللدان بكل ما | كان المتيم في هواه قد ستر |
ومقاتل ما سل غير لحاظه | والرمح هز من القوام إذا خطر |
دانت له منا القلوب بطاعة | والسيف يملك ربه مهما قهر |