www.omferas.com
شبكة فرسان الثقافة

الثقافة ونسف المفاهيم· / طلعت سقيرق

0

هل مازالت الثقافة بمفهومها العام والخاص كما كانت عليه قبل سنوات ماضية أم أنّ هناك حراكا شديدا قد يشبه الزلزال قد أصابها وجعل القديم غير مرتبط بالجديد ، وجعل حتى ما كان سائدا في القرن العشرين مجرد ورقة احترقت وعلا دخانها قائلا بزوال قائمة طويلة من المفاهيم ، لنجد أنّ هناك مفاهيم جديدة تماما قد حلـّت واحتلت مكان السابق بما هو مغاير ومخالف بشكل يكاد يكون قطعيا لكل ما تعارفنا عليه من ثقافة أو ثقافات ؟؟..

الثقافة ونسف المفاهيم· 

       طلعت سقيرق

 هل مازالت الثقافة بمفهومها العام والخاص كما كانت عليه قبل سنوات ماضية أم أنّ هناك حراكا شديدا قد يشبه الزلزال قد أصابها وجعل القديم غير مرتبط بالجديد ، وجعل حتى ما كان سائدا في القرن العشرين مجرد ورقة احترقت وعلا دخانها قائلا بزوال قائمة طويلة من المفاهيم ، لنجد أنّ هناك مفاهيم جديدة تماما قد حلـّت واحتلت مكان السابق بما هو مغاير ومخالف بشكل يكاد يكون قطعيا لكل ما تعارفنا عليه من ثقافة أو ثقافات ؟؟.. وهل ما يطرحه البعض تحت مسميات الحداثة والتحديث وما بعد الحداثة وغير ذلك هو الذي يسود الآن في القرن الحادي والعشرين ، ومع دخول العشرية الثانية من هذا القرن ؟؟.. علينا أن نعترف ، وبكثير من الهدوء والروية ، أنّ هناك انقلابا تاما يحدث في عالم الثقافة بشكل واسع الطيف وبما يعني أنّ المفاهيم القديمة ، والتي قيل إنها حديثة أو ما دعي بما بعد الحداثة قد صارت خارج نطاق المتعارف عليه الآن .. والصعب في التحديد والتصنيف ينبع من كون الجديد الزاحف يبدو دون ملامح وتعريف وتوصيفات وشكل وصور يمكن أن تعطينا نوعا من الإشارات التي نريدها أو نبتغيها للقول بصورة ما هو ظاهر أمامنا .. وقد تبدو مفردة انفلات ثقافي أقرب ما يكون إلى التوصيف الأولي لما هو باد على السطح .. يشمل هذا كل أجناس وأنواع الثقافة .. وإذا ما أخذنا الشكل الأدبيّ نلحظ أنّ الشعر والقصة والمسرحية والرواية والخاطرة وسوى ذلك ، قد دخل في منعطف التغير غير الخاضع لأي قاعدة .. ولا نستغرب أن نلحظ أنّ كل مبدع يحاول أن يوجد صورته أو قواعده الخاصة به ، وهي قواعد وصور قابلة دون شك للتغير السريع مع الرواية أو القصيدة اللاحقة عند المبدع ذاته..وهكذا نجد مسارا لا يعترف بمسار محدد ، وبما يصل بنا إلى نوع من الفوضى الذي سيكون في قادم الأيام مشكلا لما هو جديد وطازج ومغاير ومخالف ، دون أن يعني ذلك انهيارا ثقافيا كما يبدو في ظاهره .. فالفوضى التي تلوح على السطح ، تبقى في كلّ مساراتها فوضى مرتبطة بالثقافة والإبداع والفن وهو أمر يفيد ولا يضرّ .. إنّ هجمة الشبكة العنكبوتية لا يمكن أن نسقطها من الحساب في هذا الخصوص ، ولا يمكن أن نتناسى شكلا من الإضافات السريعة المؤثرة جراء دخول كتـّاب لم يكن لهم حضورهم الثقافي والإبداعي من قبل ، وهم في الأغلب الأعم كانوا أكثر احتكاكا بالمشهد الثقافي المتغير كونهم عايشوا ردات الفعل المباشرة على ما يكتبون ويصدرون من إنتاج لأن الشبكة العنكبوتية تسمح لهم بالتواصل مع القارئ مباشرة ودون انتظار فسحة زمنية ، يشبه ذلك تأثير المسرح على الممثل ، وإن كان التأثير هنا أقوى كون القارئ قد يصبح موجها للمؤلف وناقدا له وداعيا إلى التغيير المباشر في الأسلوب والصياغة والتشكيل ، فالمؤلف يتلقى النتيجة بسرعة كبيرة ، أو لنقل مباشرة ، لينتقل إلى ما يريد من تغيير قبل تثبيت أي نص بشكله النهائي ، وهذه الفسحة المتاحة أمام المبدع لم تكن متوفرة في يوم من الأيام حتى إن قلنا إن الشاعر يمكن أن يجد شبيها لهذا إثر أو خلال أمسياته ، لأن الشاعر يلقي نصا منجزا وكل التعليقات تبقى على هامش العمل لا في صلبه ، بينما هنا ، أقصد في عالم الانترنت ، فالمسافة مفتوحة أمام المتلقي والمبدع لجعل النقاش واسعا ومتعددا وكبيرا ومدروسا ، وعملية التغيير والاطلاع على تجارب الآخرين متاحة بشكل عريض .. ألا يعني ذلك إضافة لما هو متغير من قبل ، نشوء منظومة ثقافية جديدة تماما ؟؟.. لا يمكن أن نتجاوز ذلك بأي شكل من الأشكال

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.