حصاد المصادفات
حينما يرقد الهوى ميّتا فو | ق تراب الأيّام والأعوام |
وتعود الذكرى صدى جامد الوق | ع لعهد مغلّف بالظلام |
وتوت الألوان في المقل الجد | باء في حسرة وفي استسلام |
ويذيع الفراغ أغنية الجد | ب وتطغى الفوضى على الأنغام |
*** |
|
حينما يصبح الهوى قصّة كا | نت ومرّت بالكون منذ عصور |
عشّش الصمت في خرائبها النك | راء خلف الخيال والتفكير |
وطوى نبضها البرود ال | مرّ في كلّ شهقة وشعور |
وخمود الفراغ لفّ صداها | بجمود الموتى وصمت القبور |
*** |
|
وتحسّ العيون أنّ عيونا | مات فيها المعنى وعادت رمادا |
لم تعد في أهدابها خلجة تس | تصرخ الشوق والصدى والسهادا |
ضاع في جوّها النداء وردّت | آهة في السكون تنعى المنادى |
وارتمت في أنحائها رغبات ال | أمس والذكريات عادت جمادا |
*** |
|
عندما ينطوي النداء وتمحى | كلمات النجوى وتطوى الأماني |
وتحسّ القلوب أنّ قلوبا | بردت في أصابع النسيان |
عنكبوت الجمود شبّك فيها | عشّه والسكون لفّ الأغاني |
وغبار السنين جرّ على الأش | واق ستر اللاّلون واللاّكيان |
*** |
|
ربّما يلتقي هنالك طيفا | ن من الأمس في شعاب طريق |
يعبران الحياة قد ضيّعا مم | لكة الحبّ في الزمان السحيق |
في برود يمرّ كلّ على الآ | خر خابي العيون ميت العروق |
لا شعور يلوح في اعين صمّ | اء غرقى في لجّ صمت عميق |
*** |
|
من حصاد المصادفات يمرّا | ن كنجمين في امتداد الفضاء |
ربّما لخّصا غرامهما الما | ضي بشبه ابتسامة جدباء |
ربّما ألقيا التحيّة لا عم | ق لها , في برودة الغرباء |
ثم ّ سارا كأنّما لم تكن يو | ما حياة عطشى وراء الدّماء |