www.omferas.com
شبكة فرسان الثقافة

الخيط المشدود في شجرة السرو

0

الخيط المشدود في شجرة السرو

ولماذا علقّوه ؟ ومتى ,

ويرنّ الصوت في سمعك: “ماتت..”

“إنها ماتت..” وترنو في برود

فترى الخيط حبالا من جليد

عقدتها أذرع غابت ووارتها المنون

منذ آلاف القرون

وترى الوجه الحزين

ضخّمته سحب الرّعب على عينيك “ماتت..”

-4-

هي “ماتت..” لفظة من دون معنى

وصدى مطرقة جوفاء يعلو ثم يفنى

ليس يعنيك تواليه الرتيب

كل ما تدركه الآن هو الخيط الغريب

أتراها هي شدّته ؟ ويعلو

ذلك الصوت المملّ

صوت “ماتت..” داويا , لا يضمحلّ

يملأ الليل صراخاً ودوياً

“إنها ماتت” صدى يهمسه الصوت مليا

وهتاف رددته الظلمات

وروته شجرات السرو في صوت عميق

“إنها ماتت” وهذا ما تقول العاصفات

“إنها ماتت” صدى يصرخ في النجم السحيق

وتكاد الآن أن تسمعه خلف العروق

-5-

صوت ماتت رنّ في كلّ مكان

هذه المطرقة الجوفاء في سمع الزمان

صوت ” ماتت” خانق كالأفعوان

كلّ حرف عصب يلهث في صدرك رعبا

ورؤى مشنقة حمراء لا تملك قلبا

وتجني مخلب مختلج ينهش نهشا

وصدى صوت جحيميّ أجشا

هذه المطرقة الجوفاء : “ماتت”

هي ماتت , وخلا العالم منها

وسدى ما تسأل الظلمة عنها

وسدى تصغي إلى وقع خطاها

وسدى تبحث عنها في القمر

وسدى تحلم يوما أن تراها

في مكان غير أقباء الذكر

إنها غابت وراء الأنجم

واستحالت ومضة من حلم

-6-

ثم ها أنت هنا , دون حراك

متعبا , توشك أن تنهار في أرض الممرّ

طرفك الحائر مشدود هناك

عند خيط شدّ في السروة , يطوي ألف سرّ

ذلك الخيط الغريب

ذلك اللغز المريب

أنه كلّ بقايا حبّك الذاوي الكئيب

-7-

ويراك الليل تمشي عائدا

في يديك الخيط , والرعشة , والعرق المدوّي

“إنها ماتت..” وتمضي شاردا

عابثا بالخيط تطويه وتلوي

حول إبهامك أخراه , فلا شيء سواه ,

كلّ ما أبقى لك الحبّ العميق

هو هذا الخيط، واللفظ الصفيق

لفظ ” ماتت” وانطوى كلّ هتاف ما عداه

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.