في وادي الحياة
عد بي يا زورقي الكليلا | فلن نرى الشاطىء الجميلا |
عد بي إلى معبدي فإنّي | سئمت يا زورقي الرحيلا |
وضقت بالموج أيّ ضيق | وما شفى البحر لي غليلا |
إلام يا زورقي المعنّى | نرجو إلى الشاطىء الوصولا؟ |
والموج من حولنا جبال | سدت على خطونا السبيلا |
والأفق من حولنا غيوم | لا نجم فيه لنا دليلا |
كم زورق قبلنا تولّى | ولم يزل سادرا جهولا |
فعد إلى معبدي بقلبي | وحسب أيامنا ذهولا |
وارجع ,كما جئت,غير دار | قد حلك الجوّ بالسحاب |
وملّ مجدافك المعنّى | تقلّب الموج والعباب |
ولم يزل معبدي بعيدا | خلف الدياجير والضباب |
يشوقني الصمت في حماه | وفتنة الأيك والروابي |
عد بي يا زورقي إليه | قد حان , يا زورقي, إيابي |
ما كفكف البحر من دموعي | ولا جلا عني اكتآبي |
ففيم في موجه اضطرابي؟ | وأين ,يا زورقي,رغابي؟ |
تائهة,والحياة بحر | شاطئه مبعد سحيق |
يا زورقي آه لو رجعنا | من قبل أن يخبو البريق |
انظر حواليك ,أيّ نوء | تجمد من هوله العروق |
البحر , يا زورقي جنون | وموجه ثائر دفوق |
وكلّ يوم له صريع | في هجعة الموت لا يفيق |
وأنت في الموج والدياجي | يا زورقي في غد غريق |
فعد إلى الأمس,عد إليه | قد شاقني أمسي الوريق |
ماذا وراء الحياة؟ماذا؟ | ايّ غموض؟وأيّ سرّ؟ |
وفيم جئنا؟وكيف نمضي؟ | يا زورقي,بل,لأيّ بحر؟ |
يدفعك الموج كلّ يوم | أين ترى آخر المقرّ؟ |
يا زورقي طال بي ذهولي | وأغرق الوهم جوّ عمري |
أسري كما ترسم المقادير | لي إلى حيث لست أدري |
شريدة في دجى حياتي | سادرة في غموض دهري |
فخافق شاعر , وروح | قال لها الدهر لا تقرّي |
وناطها بالذرى تغنّي | وتنظم الكون بيت شعر |
فخافق شاعر , وروح | قال لها الدهر لا تقرّي |
وناطها بالذرى تغنّي | وتنظم الكون بيت شعر |