المقبرة الغريقة
قبر على التلّ وحيد غريب | رانت عليه ظلّة العوسج |
قبر وحيد لم تنله المياه | معتصم بالقّمة الساخرة |
بالأمس قد كان هنا عالم | يغمره الموت بأستاره |
يهفو عليه العدم القاتم | في وجمة الصمت وأسراره |
يا جثثا ما كفّنتها المنون | بغير أطباق الثرى العارية |
هذي الوجوه الشاحبات الجباه | وهذه الأشلاء والأعين |
يا نهر لا تقس على المّيتين | حسبك ما سبّبته من شقاء |
حسبك ما شرّدت من بائسين | وارفق بسكّان الثرى الأبرياء |
يا رحمة بالجثث الباردة | وليك في موجك بعض الشعور |
في كلّ ركن من دجى المقبره | تسبح أجساد وتطفو عظام |
والرّيح في صيحاتها المنكرة | والليل ما زال رهيب الظلام |
يا للمساكين , أحتّى الممات | تلحقهم لعنة أيّامهم؟ |
حّتى الرقاد الهادىء الآمن | يأباهم إيّاه قلب السنين |
يشهد هذا المنظر الساكن | أيّ سهاد , أي ليل حزين |
وأنت يا أمواج لا تهزأي | بذلك الطافي على وجهك |
لم يبق منه الدود شيئا يرى | ولم يذر منه الردى باقيا |
ينسج تحت الليل ثوب الضياء | وينثر الحبّ على العالم |
جذلان لا يعرف معنى الفناء | مستغرقا في نشوة الحالم |
وتملأ الدنيا أناشيدها | يوما , ونثوي تحت أحجارها |
ما أفظع المبدأ والمنتهى | ما أعمق الحزن الذي نحمل |
وهذه المقبرة المظلمه | نهاية المسعى , فيا للشقاء |
أبعد هذي الجنّة الملهمه | نسقط,فوق الشوك,صرعى الفناء |
بكيتت للأموات طول المساء | وصغت من دمعي النشيد الحزين |
وفي غد أرقد تحت السماء | قبرا سيبكي عنده العابرون |
في ظلمة الليل العميق الرهيب | وتحت هول العاصف الأهوج |
جذلان لا يعرف معنى الفناء | مستغرقا في نشوة الحالم |
أهكذا تفنى أغاريدنا | ويهزأ الموت بأزهارها |
وتملأ الدنيا أناشيدها | يوما , ونثوي تحت أحجارها |
ما أفظع المبدأ والمنتهى | ما أعمق الحزن الذي نحمل |
ترفعنا الأحلام فوق السّها | وتهدم الأيّام ما نأمل |
وهذه المقبرة المظلمه | نهاية المسعى , فيا للشقاء |
أبعد هذي الجنّة الملهمه | نسقط,فوق الشوك,صرعى الفناء |
بكيتت للأموات طول المساء | وصغت من دمعي النشيد الحزين |
وفي غد أرقد تحت السماء | قبرا سيبكي عنده العابرون |
قبر , على التلّ , وحيد غريب | رانت عليه ظلّة العوسج |
في ظلمة الليل العميق الرهيب | وتحت هول العاصف الأهوج |