خذ ما استطعت من الدنيا و أهليها
خذ ما استطعت من الدنيا و أهليها | لكن تعلّم قليلا كيف تعطيها |
كم وردة طيبها حتّى لسارقها | لا دمنه خبثها حتّى لساقيها |
أكان في الكون نور تستضيء به | لو السماء طوت عنّا دراريها؟ |
أو كان في الأرض أزهار لها أرج | لو كانتا الأرض لا تبدي أقاحيها ؟ |
إن الطيور الدمى سيّان في نظري | و الورق إن حبست هذي أغانيها |
إن كانت النفس لا تبدو محاسنها | في اليسر صار غناها من مخازيها |
*** |
|
يا عابد المال قل لي هل وجدت به | روحا تؤانسك أو روحا تؤاسيها |
حتّى م ، يا صاح ، تخفيه و تطمره | كأنّما هو سوءات تواريها ؟ |
و تحرم النفس لذات لها خلقت | و لم تصاحبك ، يا هذا ، لتؤذيها |
أنظر إلى الماء إنّ البذل شيمته | يأتي الحقول فيرويها و يحميها |
فما تعكّر إلاّ و هوم منحبس | و النفس كالماء تحكيه و يحكيها |
ألسجن للماء يؤذيه و يفسده | و السجن للنفس يؤذيها و يضنيها |
و انظر إلى النار إنّ الفتك عادتها | لكنّ عادتها الشنعاء ترديها |
تفني القرى و المغاني ضاحكة | لجهلها أنّ ما تفنيه يفنيها |
أرسلت قولي تمثيلا و تشبيها | لعلّ في القول تذكيرا و تنبيها |
لا شيء يدرك في الدنيا بلا تعب | من اشتهى الخمر فليزرع دواليهال |