www.omferas.com
شبكة فرسان الثقافة

لبنان

0

لبنان

إثنان أعيا الدهر أن يبليهما لبنان و لأمل الذي لذويه
نشتاقه و الصيف فوق هضابه و نحبّه و الثلج في واديه
و إذا تمدّ له ذكاء حبالها بقلائد العقيان تستغويه
و إذا تنقّطه السماء عشيّة بالأنجم الزهراء تسترضيه
و إذا الصّبايا في الحقول كزهرها يضحكن ضحكا لا تكلّف فيه
هنّ اللّواتي قد خلقن لي الهوى و سقيتني السحر الذي أسقيه
هذا الذي صان الشّباب من البلى و أبى على الأيّام أن تطويه

و لربّما جبل أشبّهه به مسترسلا مع روعة التشبيه
فأقول يحكيه ، و أعلم أنّه مهما سما هيهات أن يحكيه
يا لذّة مكذوبة يلهو بها قلبي و يعرف أنّها تؤذيه
إنّي أذكّره بذيّاك الحمى و جماله و إخالني أنسيه
و إذا الحقائق أحرجت صدر الفتى ألقى مقالده إلى التمويه
وطني ستبقى الأرض عندي كلّها حتّى أعوذ إليه أرض التيه
سألوه الجمال فقال : هذا هيكلي و الشعر قال : بنيت عرشي فيه
الأرض تستجدّي الخضمّ مياهه و كنوزه و البحر يستجديه
يمسي و يصبح و هو منطرح على أقدامه طمعا بما يحويه
أعطاه بعض وقاره حتّى إذا استجداه ثانية سخا ببنيه
لبنان صن كنز العزائم واقتصد أخشى مع الإسراف أن تفنيه

غيري يراه سياسة وطوائفا و يظلّ يزعم أنّه رائيه
و يروح من إشفاقه يبكي له لبنان أنت أحقّ أن تبكيه
لا يسفر الحسن النزيه لناظر ما دام منه الطّرف غير نزيه

قل للألى رفعوا التخوم ضيّقتم الدّنيا على أهليه
و لمن يقولون الفرنج حماته الله قبل سيوفهم حاميه

يا صاحبي ، يهنيك أنّك في غد ستعانق الأحباب في ناديه
و تلذّ بالأرواح تعبق بالشّذى و تهزّك الأنغام من شاديه
إن حدّثوك عن النعيم فأطنبوا فاشتقته لا تنس أنّك فيه !

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.