www.omferas.com
شبكة فرسان الثقافة

في قلبك الله

0

في قلبك الله

مرّت ليال و قلبي حائر قلق كالفلك في النهر هاج النوء مجراه
أو كالمسافر في قفر على ظمإ أضنى المسير مطاياه و أضناه
لاأدرك الأمر أهواه و أطلبه ، و أبلغ الأمر نفسي ليس تهواه
عجبت من قائل إنّي نسيتكم من كان في القلب كيف القلب ينساه ؟
إن كنت بالأمس لم أهبط مربعكم فالطير يقعد موثوقا جناحاه
فلا يقرّبه شوق إلى نهر و ليس تنقله في الرّوض عيناه
و ليس يشكو و لا يبكي مخافة أن تؤذي مسامع من يهوى شكاواه
إنّي لأعجب منّا كيف تخدعنا عن الحقائق أمثال و أشباه
إذا بنى رجل قصرا وزخرفه سقنا إليه التهاني و امتدحناه
و ما بنى قصره إلاّ ليحجب عن أبصارنا في زواياه خطاياه
و نمدح المرء من خزّ ملابسه و ذلك الخزّ لم تنسجه كفّاه
و إن أتانا أخو مال يكاثرنا بالتّبر تيها رجوناه و خفناه
و قد يكون نضار في خزائنه دما سفكناه أو جهدا بذلناه
لا تحسب المجد ما عيناك أبصرتا أو ما ملكت هو السلطان و الجاه
ألمال مولاك ما أمسكته طمعا فانفقه في الخير تصبح أنت مولاه
ما دام قلبك فيه رحمة لأخ عان ، فأنت امرؤ في قلبك الله

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.