www.omferas.com
شبكة فرسان الثقافة

العميان

0

العميان

كم خفضنا الجناح للجاهلينا و عذرناهم فما عذرونا

خبّروهم ، يا أيّها العاقلونا

إنّما نحن معشر الشعراء يتجلّى سرّ النبوّة فينا

*

ذكّروهم ، فربّ خير كبير فعلته الهداة بالتّذكير

إنّما الناس من تراب و نور

فبنو النّور يعبدون النورا و بنو الطين يعبدون الطينا

*

قيل عنّا قصورنا من هباء تتلاشى في ضحوة و مساء

أو سطور بالماء فوق الماء

لوسكنتم قصورنا بعض ساعة لنسيم شهوركم و السنينا

*

لو دخلتم هياكل الإلهام و سرحتم في عالم الأحلام

و اجتليتم سرّ الخيال السّامي

و عرفتم كما عرفنا الله لخررتم أمامنا ساجدينا

*

قد سقتنا الحياة كاسا دهاقا حسنت نكهة ، و طابت مذاقا

و سقينا ممّا شربنا الرّفاقا

فتركناهم حيارى سكارى يتمنّون أنّهم لا يعونا

*

همّكم في الكؤوس و الأكواب آه لو كان همّكم في الشّراب

لطرحتم ! عنّكم قيود التّراب

و شعرتم بلذّة أو عذاب هذه الخمر ليتكم تشربونا

*

أتقولون إنّه مجنون ! أتقولون أنّه مفتون !

أتقولون شاعر مسكين !

كم مليك ، كم قائد ، كم وزير ودّ لو كان شاعرا مسكينا ؟

*

عاش ” ملتن ” فلم يكن مذكورا و هوميروس ” كالشّيخ ” كان ضريرا

و لقد مات ” ابن برد ” فقيرا

أرأيتم كما رأى العميان ؟ أفلستم بنورهم تهتدونا ؟

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.