www.omferas.com
شبكة فرسان الثقافة

تحيّة الدستور العثماني

0

تحيّة الدستور العثماني

إلى حيث ألقت يا يا زمان المظالم و لا عدت يا عهد الشّقا المتقادم
ذهبت فلا باك و أنّي بكى العمى كفيف رأى الأضواء ملء العوالم ؟
و ما عجبت أن ليس في القوم نادب و لكن عجيب أن أرى غير باسم
نزلت على الشّرقيّ فانحطّ شأنه و قد كان غصّ الفخر غضّ المكارم
ففرقّت حتّى ليس غير مفرّق و خاصمت حتّى ليس غير التخاصم
أقمت فخلّى أهله و بلاده إلى كلّ فجّ من خصيب و قاحم
نأى كاظما للغيظ خوف شماتة و لم يطلب الإنصاف خفيّة لائم
و لو شاء لم يختر سوى الشرّ مركبا فقد كانت الأحقاد ملء الحيازم
صحبناك لا خوفا ثلاثين حجّة و لكنّها الدّنيا و ضعف العزائم
و ما ذاك عن حب فما فيك شيمة تحبّ و لسنا من غواة المآثم
فكنت و كان الجهل أحسن خلّة لنا و نجاة الحقّ إحدى الغنائم
و كنت و ما فينا غير ناقم عليك ، و لا ذو سلطة سلطة غير غاشم
ثلاثون عاما و النّوائب فوقنا مخيمة مثل الغيوم القوائم
فلا ااالعلم مرموق و لا الحقّ نافذ و لا حرمة ترعى لغير الدراهم
و ما تمّ غير البغي و الظلم و الأذى فقبّحت من عصر كثير السخائم
فاغرب شقيت الدهر غير مودّع من القوم إلاّ بالظّبى و الصوارم
فوالله ما ترضى قيودك أمّة من الناس إلاّ أصبحت في البهائم
و يا أيّها الدستور أهلا و مرحبا ( على الطائر الميمون يا خير قادم )
طلعت علينا كوكبا غير آفل على حين أنّ الشّرق مقلة هائم
فقرّت عيون قبل كانت حسيرة و جادت سرورا بالدموع السواجم
وضجّ الورى و الشرق و الغرب ضجّة أفاق لها مستيقظا كلّ نائم
أهبت ففرّ الظلم بالأرض هاربا و نكّس خزيا رأسه كلّ ظالم
و فاضت على ثغر الحزين ابتسامة تخبر أنّ الحزن ليس بدائم
و أطلقت الأقلام بعد اعتقالها فأسمعت الأكوان سجع الحمائم
و لم يبق عان لم يفكّ إسارة و لم يبق جان لم يفز بالمراحم
و كنّا نرى الأحزان ضربة لازب فصرنا نرى الأفراح ضربة لازم
توهّم قوم أنّما الشّرق واهم و أنّك يا دستور أضغاث حالم
ورجّم قوم أنّما تلك خدعة فعدنا بربّ الناس من كلّ راجم
تجلّيت فاسودّت وجوه و أسفرت وجوه ، و أمسى غانما كلّ غارم
و ما عدت حتىّ كاد يشتجر القنا لأجلك و الخطى أعدل حاكم
و أوشك أن يهتزّ في كلّ ساعد لكلّ أبيّ كلّ سيف و صارم
أبى الجيش إلاّ أن تكون مؤبدا و تأبى سوى تأييد جيش سالم
فبوركتما من ساعد و مهنّد برغم خؤون مارق متشائم
و لا برح الأحرار يشدو بذكرهم بنو الشرق فخرا في القرى و العوام
رجال لهم زيّ الرّجال و إنّما جسومهم فيها نفوس ضراغم
هم قيّدونا بالعوارف و النّدى وهم أطلقونا من عقال المغارم
فلم يبق فينا حاكم غير عادل و لم يبق فينا عادل غير حاكم

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.